شفافية "نافع" مع الصحفيين!!
اتسم اللقاء التنويري الذي عقده الدكتور “نافع علي نافع” مساعد رئيس الجمهورية، والأستاذ “علي محمود” وزير المالية، والدكتور “محمد خير الزبير” محافظ بنك السودان مع رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة بالمؤتمر الوطني ظهر أمس بنوع من الشفافية في ما يتعلق بالمسألة الاقتصادية. وأبدى العديد من رؤساء التحرير آراءهم في عملية رفع الدعم عن المحروقات بشفافية تامة.
الدكتور “نافع” خلال تنويره قال إن المسألة الاقتصادية ينبغي أن تبعد عن الشخصنة، بمعنى ألا تكون مسألة شخصية بقدر ما هي قضية وطنية يجب على الجميع أن يعملوا من أجل نهضة الاقتصاد الوطني، وهذا لن يتأتى ما لم تبعد الأجندة الخاصة. ووصف الاقتصاد السوداني بأنه مؤهل أن يصبح من أفضل اقتصاديات العالم، خاصة وأن السودان يتمتع بأراضٍ زراعية شاسعة، بالإضافة إلى المعادن الموجودة في باطن الأرض كالبترول والذهب وغيرها من المعادن النفيسة، التي يمكن أن تضع السودان في المراتب المتقدمة اقتصادياً.. الدكتور “نافع” يؤكد أن هناك نمواً اقتصادياً خلال الفترة الماضية، ولكن تضاعف استهلاك المواطنين، وهذا يتطلب مضاعفة وزيادة الإنتاج بدلاً عن الاستهلاك.. وقال إن السودان وضع خلال الفترة الماضية إستراتيجية للنهوض بالاقتصاد السوداني، وأن الروشتة أو الوصفة الاقتصادية ليست محل خلاف بينهم كحكومة والمعارضة، وسبق أن التقى السيد وزير المالية “علي محمود” ومحافظ بنك السودان الدكتور “محمد خير الزبير” مع رؤساء الأحزاب السياسية، وقد تطابقت أراؤهم مع الحكومة، وقال: (ولكن رؤساء تلك الأحزاب رغم اتفاقهم معنا إلا أنهم رأوا ألا تعلن).
إن اللقاء الذي عُقد وتحدث فيه الدكتور “نافع”، ووزير المالية، والدكتور “محمد خير الزبير” رغم أن الشارع يختلف عن تلك الجراحات المتمثلة في رفع الدعم، ولكن ما قيل فيه محاولة لإقناع كل من جلس مع أولئك لأن المخرج الوحيد للاقتصاد السوداني هذه الروشتة التي أعلنها وزير المالية وقال إنها لن تؤثر في الخبز أو القمح أو الدواء، وهي معالجة ستفيد الاقتصاد السوداني أكثر، وإلا سوف يجد المواطن بعد فترة إذا لم تطبق أزمة خانقة في المواد البترولية، وتعود من جديد صفوف البنزين، فبدلاً من معالجة الأزمة في أطوارها الأولى قبل أن تستفحل وتصعب المعالجة. وقال: (هناك خطة لزيادة إنتاج القمح والمحافظة على سعره حتى نصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي).
الأستاذ “علي محمود” ما يميزه الوضوح والشفافية وعدم التوتر أو الانفعال، وقال إن البلاد استوردت منذ يناير الماضي ما قيمته مليار دولار للمحروقات، ويتوقع أن يصل الرقم عند نهاية العام إلى مليار وسبعمائة وثلاثة وستين ألف دولار.
الحكومة دائماً تتأخر في إشراك الإعلام أو المواطنين في مثل هذه القضايا، وهذا ما أكده الدكتور “نافع” حينما بدأ يجيب على أسئلة بعض الصحفيين، وقالها بالحرف: (لقد تأخرنا كثيراً على الإعلام وكان من المفترض إشراك الإعلام في مثل هذه القضية باعتبار الإعلام حلقة الوصل بينهم والشعب). نعم الحكمة دائماً تأتي متأخرة ولو جاءت أبكر من ذلك لتفهم المواطن قبل أن يحدث الشد والجذب، وقد وقف المواطن مع الحكومة منذ بداياتها تحمل أن يشرب الشاي بدون سكر وصبر على أكل وجبة أو اثنتين حينما أحس أن الحكومة جادة فيما تقوم به، الآن ماذا تعني هذه الزيادة مع ما حدث للمواطن من قبل، لذا لابد أن تشرك الحكومة المواطن ويجب أن تكثف تنويرها له عبر الأجهزة الإعلامية، قبل أن تذهب لرؤساء الأحزاب بمنازلهم. عموماً اللقاء كان مفيداً ولو حاول وزير المالية ومحافظ بنك السودان الحديث مباشرة مع الشعب ربما تفهم الوضع على أمل أن ينصلح الحال ويعود الوضع أفضل مما كان عليه.