ولنا رأي

كيف نشأت الحركة الإسلامية بالمهدية؟ (7)

بدأ الشباب الذين بدأت الحركة الإسلامية في إعدادهم دون أن تكون لهم أدنى معرفة بالعمل السياسي الذي تقوم به، ولكن من خلال اللقاءات والتنويرات والكتب التي طرحت لهم بدأوا يتحسسون طريقهم السياسي، فبدأ الحديث عن الدكتور “حسن الترابي” كزعيم سياسي لهذه الحركة، وجرى ترتيب سري لمقابلته بمنزل الراحل الأستاذ “عبد الله الغبشاوي” بالحارة السادسة بالثورة، وهو والد الدكتور “عائشة” و”محمد”، كان اللقاء يفترض أن يتم عقب صلاة العشاء، ولكن أتى طارئ أجله، ولم يبلغ الذين ذهبوا إلى اللقاء علماً بأن النظام المايوي في قوته وعنفوانه، وربما وردت بعض المعلومات عن أفراد جهاز الأمن الذين كانوا يتابعون كل صغيرة وكبيرة خاصة مثل تلك اللقاءات والمستهدف فيها الدكتور “حسن الترابي” كزعيم سياسي ومعارض للنظام، قبل أن تأتي المصالحة الوطنية التي شارك الإخوان المسلمون فيها النظام المايوي بقوة، وربما كانت لهم فلسفتهم وأراؤهم في تلك المشاركة، والبعض كان يعتقد أن مشاركة الإخوان في مايو قصد منها هدف تكتيكي، وهو أن تكف مايو عن ملاحقتهم سياسياً.
ثانياً: أن يعمل الإخوان على خلخلة النظام من الداخل وهذا جعل العداء بينهم وبين قيادات من الاتحاد الاشتراكي آنذاك، كما بدا الصراع واضحاً وبدأت قيادات من الاتحاد الاشتراكي تكتب في الصحف عن أولئك الوافدين (الإخوان) وكانوا يقولون (جدادة الخلا) التي طردت (جدادة الحلة) بمعنى أن الإخوان بدأوا يتغلغلون في أجهزة النظام المايوي.
إن القيادات إن جاز لنا أن نسميها وقتها في ذاك الزمان بقيادات أمثال الأستاذ “محمد النجومي” والدكتور “أحمد آدم” و”يوسف زيدان” و”محمد عبد الله الغبشاوي” و”عبد القادر الفحل” و”التلب الكبير” (عبد الله) والأستاذ “عمر عبد القادر” كان أولئك فعلاً إخواناً منظمين، وينتمون إلى حركة الإخوان المسلمين، ولكن علاقتهم بمجموعة الشباب رغم أنها علاقة صداقة، ولكن في نهاية الأمر كانت محاولة لتجنيد أولئك الشباب للدخول في صف الحركة الإسلامية أمثال “كمال محمد عثمان” و”إمام محمد عبد الرحيم” وشقيقه “محي الدين” و”عوض سليم” و”أبو القاسم محمد بشير” و”عاصم الباقر” وشقيقه “الباقر علي الباقر” و”قريب الله” و”ليلى” والراحل “عباس عوض الله عباس” وكان والده من كبار الإخوان وقتها، فيما التزم شقيقه الدكتور “حمزة” بالفكر الناصري على ما أظن ولم يكن في صفوف الإخوان المسلمين.
لقد كسبت حركة الإخوان المسلمين التي نشأت في سبعينيات القرن الماضي، التي كانت الحارة الثانية بالمهدية نقطة انطلاقها، لقد كسبت عدداً كبيراً من الشباب الذين أصلاً كانوا مهيَّأين للانضمام في صفوفها باعتبار أن معظمهم كانوا ينطلقون من بيوتات دينية ختمية وأنصار، ولذلك كان من السهل استقطابهم ولم تمانع أسرهم أو تعترض على مشاركتهم في النشاطات التي تؤديها الحركة، إن كانت ندوات أو لقاءات سياسية أو اجتماعية.
لقد شارك عدد كبير من أبناء الحي والأحياء الأخرى في اللقاءات التي كانت تقيمها الحركة كمتحدثين أو مستمعين، وقد برزت شخصيات سياسية منهم أمثال الأستاذ “محمد عبد الله الغبشاوي” الذي يتمتع بثقافة دينية وأدبية عالية، وكذلك الدكتور “إسماعيل محمد أحمد البشير” وشقيقه “أبو القاسم” و”عبد الله” والدكتور “إمام وشقيقه “محي الدين” الذي تعرض للفصل ضمن مجموعة من طلبة اتحاد الأهلية الثانوية آنذاك.
وهناك مجموعة أيضاً مثل “ياسر خضر” الآن سفيرنا بقطر و”يس عوض” من إخوان ودنوباوي الآن بوزارة الخارجية لا أدري إن كان قد بلغ رتبة السفير، والدكتور “مطرف صديق” أيضاً من إخوان ودنوباوي الآن سفيرنا بدولة جنوب السودان، وعدد آخر من أولئك الشباب الذين يحتلون الآن مواقع رفيعة، فيما غاب البعض ولا ندري أين هم الآن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية