ولنا رأي

كيف نسيطر على تماسيح البر؟!

في خبر نشرته (المجهر) في صفحتها الأولى أمس أن الشرطة تحذر المواطنين من انتشار التماسيح التي دفعت بها الفيضانات في الفترة الماضية.
نعلم جيداً أن الشرطة تحرص تماماً على حياة المواطنين؛ ولذلك جاء هذا التحذير حتى يتحوطوا من تماسيح البحر التي تنتشر بكثافة هذه الأيام في منطقة النيل الأبيض وبالولاية الشمالية، حيث تندفع المياه المتسربة من الهضبة الإثيوبية إلى مناطق السودان المختلفة، بجانب تلك الفيضانات التي طمحت وهدمت مناطق المواطنين.
إنَّ تحذيرات الشرطة تحتاج منها إلى تحذير آخر يتعلق بتماسيح البر الذين تعرفهم الأجهزة الشرطية أكثر من معرفتها بتماسيح البحر، على الأقل أن تماسيح البحر إذا هاجمت فلن تهاجم أكثر من شخص أو شخصين، ولكن فلتنظر الأجهزة الشرطية إلى تماسيح البر الذين مصوا دماء المواطنين يومياً بالزيادات المفتعلة غير المبررة لكل أصناف وأنواع السلع الاستهلاكية. إنَّ تماسيح البر يكبرون يومياً ويشكلون خطراً على كل المجتمع، وليس تلك التماسيح البحرية التي يمكن اصطيادها بواسطة المتخصصين، ولكن كيف تصطاد الأجهزة الشرطية أولئك التماسيح الذين يتهربون منها بالوسائل والحيل التي يعرفونها؟.
إنَّ تماسيح البحر تظهر خلال فترة الفيضانات، ولكن تماسيح البر تظهر في فترة الفيضان وفي غيره، بل تتوالد وتتكاثر بصورة مخيفة، ومن الصعب على الأجهزة الشرطية اصطيادها بالخرطوش كما اصطادت إحدى الوحدات الشرطية تلك (الأصلة) التي روعت سكان إحدى مدن الولاية الأيام الماضية.
إنَّ الملاحظ للأسواق هذه الأيام يحس أن الفيضان لم يؤثر على مناطق السكن العشوائي فقط، بل تعداها، ففي كل سوق من الأسواق تشاهد كمية من التماسيح التي ظهرت مع هذا الفيضان، فهل يعقل أن يصل كيلو الرِّجلة لأكثر من ثلاثين جنيه في دولة محاطة بنيلين، وهي المرشحة لتكون سلة غذاء العالم، وكذلك الطماطم، واللحمة التي تجاوز سعرها الستين جنيهاً للضأن، وخمسين جنيهاً للعجالي، وطبق البيض إلى خمسة وعشرين جنيهاً، وكيلو الفراخ إلى سبعة وعشرين جنيهاً، ألم تشاهد الأجهزة الشرطية تلك التماسيح التي تقدل في البر وهي آمنة ومستقرة تتضرع من شارع إلى شارع ومن سوق إلى سوق، ألم تشاهد الأجهزة الشرطية تلك التماسيح التي تقف على الطرقات وتنادي (دولار ريال) حتى تجاوز الدولار خلال فترة السنتين أو فترة انفصال الجنوب عن الشمال أكثر من سبعة جنيهات، بينما كان السعر خلال تلك الفترة جنيهين مقابل الدولار؟
إنَّ القضاء على تماسيح البحر سهل، وربما تهرب تلك التماسيح إلى مناطق آمنة إذا أحست أنها في خطر، ولكن تماسيح البر مهما تمت محاصرتها فإنها تجد المخرج، وربما تعود أكثر شراهة مما كانت عليه في السابق، فانظروا إلى تلك التماسيح البرية التي زادت رطل اللبن من اثنين جنيه ونصف إلى ثلاثة جنيهات ونصف، وهناك تماسيح ما زالت لابدة في الأراضي والإيجارات والسيارات وغيرها. ولذلك فإن الأجهزة الشرطية كان ينبغي عليها أن تحذر المواطنين من تماسيح البر أكثر من تماسيح البحر، لأن تماسيح البحر يمكن السيطرة عليها، ولكن كيف يمكن السيطرة على تلك التماسيح التي تنمو يومياً بفيضان وغيره؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية