"هالة عبد الحليم" وفشل المعارضة!!
الأستاذة “هالة عبد الحليم” رئيسة حركة القوى الجديدة التي برز نجمها في تبنيها للقاء جمع ما بين الإمام “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة وكيان الأنصار والدكتور “حسن الترابي”، ومنذ ذلك اللقاء برزت “هالة” كنجمة في عالم المعارضة السياسية السودانية رغم أنها كانت قد تقلدت منصباً مهماً في (حق) بعد “الحاج وراق”.
الأستاذة “هالة” يبدو أنها (قنعت من المعارضة ومن خيراً فيها)، لذلك جاءت انتقاداتها لاذعة لها، لدى مخاطبتها المؤتمر السادس لحزب البعث العربي الاشتراكي، ووصفتها بالرثة والعاجزة والغافلة والفاشلة، وقالت إن المعارضة لا هي قادرة على المعارضة ولا هي قادرة على المعالجة، ولكن نقول لـ”هالة”: مين البيقنع الدكتورة “مريم الصادق المهدي” ومين البيقنع “كمال عمر”.. إذا كانت “هالة” التي حاولت أن توحد المعارضة في جمعها لإمام الأنصار وأمين عام المؤتمر الشعبي الدكتور “الترابي”، قالت حتى الآن المعارضة لم يكن بينها الملهم!! وقد صدقت، فالمعارضة الآن يقودها أصحاب النزوات الشخصية والمغيبون سياسياً، ولم تكن المعارضة من أجل إسقاط النظام كما كان، وما زال يردد الإمام “الصادق المهدي” بأن المعارضة تريد إسقاط النظام.. كيف بالله عليكم معارضة تريد إسقاط النظام وهي في تيه عن بعضها البعض، وإذا كان الأستاذ “كمال عمر” الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي وهو في منظومة المعارضة يشن هجوماً على “الصادق المهدي” وحزبه وها هي “هالة عبد الحليم” تشن هجوماً لاذعاً على معارضة تصفها بالفاشلة، فكيف تكون هناك معارضة ينتظر منها شيء تقدمه للوطن في ظل تصاعد تام لأسعار كل السلع الضرورية وفي ظل نهب للإغاثة؟! وحتى الآن المعارضة لم تكشف اللصوص الذين تعدوا على قوت المواطنين الذي قدمته لهم الدول الصديقة والشقيقة.. كيف نثق بالمعارضة وهي في عزلة تامة عن بعضها البعض؟! الكل يشتم الآخر.. فكيف تريدون إسقاط النظام الذي حددتم لإسقاطه مائة يوم، وها هي المائة يوم تنتهي ولم نسمع عن المعارضة شيئاً. في الماضي كانت المعارضة التي حقاً تريد إسقاط النظام إبان الحكم المايوي، كانت تجفف الأسواق من كل أنواع السلع والخضروات، ويقال إن المعارضة كانت تشتري تلك السلع وتلقي بها في عرض البحر، وكانت المعارضة تسرق (فيوزات) الكهرباء وتجعل المدينة في ظلام دامس.. لقد أرهقت المعارضة نظام مايو ولم تجعله قادراً على الوقوف على رجليه من المخططات التي حبكت ضده، ولم نسمع أن المعارضة كانت على خلاف إن كان ذلك في أثيوبيا أو ليبيا أو غيرهما من الدول التي كانت تتركز فيها المعارضة آنذاك.
المعارضة السودانية الآن ليست على قلب رجل واحد، لذلك من حق “هالة” أن تشتمها، ومن حق “كمال عمر” أن يشتمها كذلك، ولكن حزب “الميرغني” دائماً هو في حالة صمت.. وكما يقول المثل السوداني (لا بهش ولا بنش) في انتظار أن يأتيه التغيير على طبق من ذهب، ومن ثم يبدأ المفاوضة لتشكيل الحكومة، وإذا شكلت يطلب الوزارات التي يتوفر فيها المال والكوتات.. من الأوفق لهذه المعارضة طالما وصفتها الأستاذة “هالة عبد الحليم” بالفاشلة والرثة، وإذا كانت فاشلة حقيقة، فيجب أن تريح نفسها والشعب السوداني الذي ينتظر التغيير بالدخول في حوار جاد مع الحكومة والمشاركة في السلطة من أجل مصلحة هذا الإنسان الغلبان الذي اكتوى بالنيران من كل الاتجاهات، حتى ينعم الجميع بالأمن والاستقرار، وتعود للاقتصاد عافيته، ويعود التعليم كما كان دون إرهاق كاهل أولياء الأمور، وكذلك الصحة وغيرها من الضروريات، التي خرجت ولم تعد كما كانت من قبل!!