ولنا رأي

بنك العمال والمحفظة الإلكترونية!!

في كثير من الأحيان تُدعى لمناسبة عمل تتعلق بالعمل الصحفي على عجل، فأحياناً إذا سألت لم تكن الإجابة كاملة، أو ربما الشخص المكلف بتوصيل المعلومة لم يلتقطها كاملة.
بالأمس ذهبت على عجل إلى (بنك العمال) بشارع البلدية لمناسبة لم تكتمل معلومتها، إلى أن دخلت البنك ووجدت جمعاً من البشر، مصرفيين وقيادات في الأجهزة المصرفية. جلست في أول كرسي ووجدته قبل الطيش، البرنامج وقتها كان قد بدأ بزمن قليل، ونظرت إلى اللوحة الخلفية للمنصة، فوجدت كتب عليها ورشة الخدمات المصرفية الإلكترونية، تدشين خدمة المحفظة الإلكترونية Gash card.
عندما بدأ يتحدث الدكتور “عزالدين كامل أمين” وهو من المهندسين السودانيين الذين يشار إليهم بالبنان، وقامت على يده بداية ثورة الاتصالات، عندما بدأ تغيير نظام التلفون القديم، إلى الاتصالات التي ننعم بخيرها الآن. الدكتور “عزالدين” بدأ يتحدث عن تلك المحفظة كعمل جديد تم ابتكاره، بواسطة القائمين على أمر بنك العمال، وعلى رأسهم الدكتور “عبد الحميد جميل” مدير عام البنك، مع مجموعة تحدت الصعاب. وحاولت أن تكسر الحظر المفروض على السودان من الولايات المتحدة الأمريكية.
بدأت استوعب مجريات الورشة، والتي هدفت إلى هذا الابتكار الجديد في المحفظة، التي تشبه محفظة الصراف الآلي، ولكنها تتفوق عليها بعدة مزايا.. أولها إمكانية تحويل الرصيد من بطاقة إلى أخرى، بمعنى أن تلك البطاقة تشبه بطاقة (زين) أو (سوداني) أو MTN)) المغذاة بالمال، ويمكنك أن تحول منها رصيداً للآخرين. وهذه البطاقة بعد الحصول عليها مجاناً من البنك، تطلب تغذيتها بمبلغ محدد من المال لا يتجاوز الألفين جنيه من البطاقة الأولى، وتسمى بالبطاقة الأساسية، ثم تغذي البطاقة الثانية وتسمى بالبطاقة الفضية، ويكون مبلغها عشرة ألف جنيه، أما البطاقة الثالثة وتسمى بالبطاقة الذهبية والمبلغ في هذه البطاقة غير محدود، ويمكن لأي شخص من الخارج أن يرسل مبلغه لتلكم البطاقة بالعملة الحرة، وهي محاولة لجذب العملات الأجنبية من الخارج.
لقد أحدث الدكتور “عبد الحميد جميل” مدير بنك العمال انقلاباً في عمل المصارف بهذه البطاقة، والتي يمكن أن تعمم على بقية المصارف حفاظاً على المال، فبدلاً من أن تحمل أوراقاً نقدية، تكون تلك البطاقة بمثابة نقود أو خزنة تصرف منها ما تريد من مال، وتعطي منها الآخرين كذلك. وهذه البطاقة ستحد من عمليات السرقة والتعدي على مال الآخرين، بالإضافة إلى تلوث العملة وتمزيقها وتشوهها، كما تمكنك من التحكم في عملية الصرف اليومي.
لقد تطور العالم في كافة المجالات الإلكترونية، وأصبح من يحمل نقوداً في جيبه يعرض نفسه للتهلكة، فأصبحت البطاقة المغذية مالياً هي البديل للنقود الورقية وعن طريق إجراءات يقوم بإتباعها الشخص صاحب البطاقة، يمكنه أن يجري كافة المعاملات المطلوبة كدفع فاتورة المياه أو الكهرباء أو المصاريف الدراسية، أو غيرها من المعاملات التي تتطلب المال، وربما حتى الإيجار إذا كان صاحب العقار المستأجر منه يحمل نفس البطاقة، فما على المستأجر إلا إرسال المبلغ في بطاقته.
إن التجربة في بدايتها، وقد دشن البنك التجربة أمس في احتفال مصغر أقامه بداره، إيذاناً بالبدء على أن يكتمل العمل خلال الأيام القادمة، وهي تجربة جديرة بالوقوف عندها وتشجيعها والمساهمة في جعلها باقية ما بقينا.
فالابتكار دائماً يأتي على أيدي الشباب، والثورة التي نعيشها الآن في مجال التقنية كلها، يقوم ويقف على رأسها شباب.. وكما قال الدكتور “عز الدين كامل أمين”، راحت علينا وعلى جيلنا والجيل الذي يلينا، والآن جاء جيل الشباب، الذي لابد من دعمه والوقوف إلى جانبه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية