شباب جعلوني في دهشة!!
تلقيت العديد من بطاقات الدعوة للمشاركة في ندوات أو سمنارات أو مؤتمرات صحفية أو غيرها من الدعوات التي ترد إلى الصحفيين بغرض الحضور والمشاركة في الغرض المطلوب، ولكن استوقفتني دعوة طلب مقدمها الالتزام بالحضور والتوقيع على التعهد المقدم مع الدعوة للإيفاء به، عندما علمت بصاحب الدعوة والجهة الصادر عنها لم أتردد عندما قال لي الشخص الذي جاء حاملاً الدعوة نأتي إليك يا أستاذ بعد ثماني وأربعين ساعة لاستلام طلب التعهد، قلت أبقى دقائق وأحمل معاك تعهدي والتزامي بتلبية تلك الدعوة لأنها من شخص عزيز.
مساء أمس الأول ذهبت لمكان الدعوة بقاعة الصداقة القاعة الرئاسية، قبل أن ألج إلى الداخل كان هناك عدد كبير من الشباب منتظرين خارج القاعة بلباسهم الأنيق وربطة العنق ذات اللون المميز ولطفهم عند استقبال الضيف إلى أن تصل إلى مدخل باب القاعة الرئاسية، وتجد الأستاذ “يوسف محمد الحسن” الرئيس التنفيذي لمجموعة “كمون” صاحبة الدعوة الرسمية، يحتضنك بشوق شديد، ومن ثم يطلب التقاط بعض الصور معك.. قبل أن ألج إلى داخل القاعة وقد شدني المنظر الجميل والتنسيق والترتيب للاحتفال، همست في أذنه قائلاً والله لو سمعت كلام الجماعة لما زلت رئيس الإدارة السياسية بالصحيفة الفلانية، ضحكنا ودلفت إلى داخل القاعة رغم أن القاعة الرئاسية قد شهدت بها العديد من اللقاءات والاحتفالات آخرها احتفال رئاسة الجمهورية بإفطار رمضان، ولكن في هذا اليوم بدت القاعة وكأنني لأول مرة أدخلها من جمال المنظر وإبداعه والشاشات المعلقة التي تنقل لك الصورة من الداخل ومن الخارج، وسعدت أكثر عندما كانت الساعة تنبه إلى تناقص زمن بداية الاحتفال حتى دقت الساعة التاسعة وهو الزمن الرسمي للاحتفال، لم تزد أو تنقص، وكانت البداية بالسلام الجمهوري، ومن ثم تلاوة القرآن الكريم، وقد حددت السورة التي يقرأها القارئ وعدد الآيات بمنتهى الدقة التي تحسد عليها مجموعة “كمون” الإعلامية.
لبى الدعوة عدد كبير من الوزراء والمسئولين ورؤساء تحرير الصحف والصحفيين والإعلاميين ورجال الأعمال من الداخل والخارج.
كان الزمن محسوباً بالثانية، وكأنما تريد مجموعة “كمون” أن تقول للحضور وزراء ومسئولين إذا حافظتم على الزمن بإمكان السودان أن يتطور وبإمكانه أن يصل إلى ما وصلت دول العالم المتقدم.
إن مجموعة “كمون” تضم ما يقارب الـ (173) شاباً وشابة أعمارهم ما بين (25 – 35) سنة وهذه هي سن الشباب التي يبدأ فيها الطموح والعمل، فقد اندهش الجميع بما قامت به تلك المجموعة خلال فترة زمنية محددة.. ولو عمل كل مسئول في وزارته بما عملته تلك المجموعة لوصلنا للمصاف العليا، ولكن المشكلة تجويد الأداء والانضباط مفقود في كل مؤسساتنا وأجهزتنا المختلفة، فمن شهد هذا الاحتفال ربما يكون دافعاً وحافزاً لتصل التجربة إلى مؤسسته، وقد قالتها الأستاذة “إشراقة سيد محمود” بأنها سوف تهتدي في وزارتها بما شاهدته في مجموعة “كمون”، كما أثنى الدكتور “عصام أحمد البشير” على التجربة، وتحدث حديثاً بليغاً شد كل الحضور وتنقل ما بين الخير والجمال وربطه بالآيات القرآنية والأحاديث والصور البلاغية والشعر ،حتى تمنى الجميع أن يستمر في الحديث، ولكن للاحتفال زمن محسوب.
“كمون” لها في مطار الخرطوم صالة لاستقبال المسافرين وهي مجهزة بصورة جيدة ولها إصدارات إعلامية مثل مجلة (أطياف) وغيرها.
لقد كنا في حالة اندهاش ولم نصدق أننا داخل الوطن إلا عندما بدأت الملاحم الغنائية التي تمجد السودان، فيا ليت تنتقل التجربة للوزارات والمؤسسات، وأن يكون على رأسها مثل أولئك الشباب لنتخطى الزمن الذي ضاع علينا في ما لا يفيد.