ولنا رأي

هل حقاً القادم أسوأ يا أرصاد؟

لم يفق المواطنون حتى الآن من صدمة السيول والأمطار التي حولت ديارهم إلى أنقاض وشردتهم وجعلتهم في العراء، وبينما هم يحاولون لملمة أطرافهم جراء تلك المحنة إذا بهيئة الأرصاد تبث الرعب والخوف في القلوب من جديد بأن القادم أسوأ، بمعنى أن السماء تنذر بكارثة أخرى ربما الأنقاض التي خلفتها السيول والأمطار الأخيرة لن يعثر عليها..لأن الأمطار التي أعلنت عنها هيئة الأرصاد أيام (الأربعاء) و(الخميس) و(الجمعة)، تؤكد على خطورتها وربما تفوق أمطار عام 1988 التي حولت الولاية آنذاك إلى خراب ودمار وإطفاء كامل للكهرباء وانعدام في السلع الغذائية، حتى الخبز لم يتوفر للمواطنين فاستعاض الناس في وجباتهم ببليلة عدس وهي المتوفرة في ذاك الوقت مع البسكويت إن وجد. والمحظوظ من كان محتفظاً بدقيق لعمل قراصة أو عصيدة، ولكن أغاثتنا الدول الصديقة مثل المملكة العربية السعودية واليمن ومعظم دول الخليج، فكانت الوجبات الغذائية تأتي ساخنة للمحظوظين إن وجدوها، لأن ضعاف النفوس وما أكثرهم آنذاك باعوها، وكل الإغاثات التي وصلت لم تصل إلى مستحقيها، لذلك كان الناس يتساءلون أين ذهبت كل تلك المعونات التي قدمها الأصدقاء من الدول الصديقة والشقيقة.. أين اختفت وفي أي مخازن وضعت ولمن بيعت بعد ذلكم. أسئلة مشروعة كان يسألها المواطن المسكين الذي افترش الأرض بعد أن دمرت السيول والأمطار مسكنه.. وكان يمني نفسه على الأقل بتناول وجبة هنية جادت بها أيدي الأصدقاء، وحملتها الطائرات في جسر جوي من مطارات الدول العربية إلى مطار الخرطوم الدولي.
اليوم ضعاف النفوس يريدون أن تتكرر تجربة سيول 1988 لتعلن الحكومة السودان دولة كوارث لتنهال الإعانات والإغاثات ليثرى بها ضعاف النفوس أولئك. إن الذي حدث يوم (الجمعة) الماضية كارثة أودت بحياة الكثيرين من المواطنين وأضاعت ممتلكاتهم ومنازلهم في غمضة عين، وأصبح المواطن يأمل في سحب تلك المياه عله يستطيع أن يرمم ما بقى له من أطلال، لقد اجتهدت حكومة الولاية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه وقد شاهدت عدداً من الآليات كراكات وبلدوزرات تحاول نقل الأنقاض من الطرقات، ولكن الأهم من ذلك داخل الأحياء فتلك الآليات تحتاج لها الأحياء لفتح المجاري وإزالة الأنقاض منها بدلاً من استخدامها في المناطق التي أصلاً ليست في حاجة لها. فقد شاهدت في المنطقة التي تقع بين المدرسة الفنية بشارع الثورة بالنص وجامعة أم درمان الإسلامية، في الشارع الذي يفصل ما بين المدرسة والجامعة بركة من المياه تقوص فيها كل السيارات العابرة من شارع الشنقيطي إلى شارع النص، مازالت المياه متراكمة ولا عربة سحب واحدة جاءت لسحب تلك المياه، ولو كان هناك شخص له مروءة لاستطاع جمع ألف جنيه من كل مواطن واستأجر عربة شفط لإزالة تلك المياه، ناهيك عن آليات الولاية التي يمكن أن تقوم بهذا العمل في دقائق وليست ساعات.
إن الرعب الذي تبثه هيئة الأرصاد بالأمطار القادمة إما أن يكون صحيحا وإما أن يكون نوعاً من أخذ الحيطة والحذر، وأن يعمل الناس حسابهم للذي يطرأ. عموماً، نسأل الله اللطف بعباده وأن يعوض المتضررين أفضل عما كان معهم، وأن تكون الأمطار والسيول من أجل الوحدة والتكاتف، وسمعنا أن أهل الخير كثر وقدموا في صمت ربنا ينزلها في ميزان حسناتهم.
آخر الكلام: بدأنا أمس الأول عن أين ومتى وكيف نشأت الحركة الإسلامية وبدأناها بالحارة الثانية المهدية، وقلنا نواصل وسنواصل إنشاء الله غداً ونأسف لعدم الكتابة اليوم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية