إنها المرأة الحديدية المسلمة
ألم يكن في هذا البرلمان إلا امرأة واحدة تنتقد تلك السياسات وترفع صوتها عالياً فوق صوت الرجال الذين يحاولون تزيين الباطل وقبول الربا..؟ ألم تكن هي تلك المرأة التي قالت من قبل إن الشعب يسكت.. يسكت ولو قام صعب، ألم تكن تلك المرأة التي نستطيع أن نصفها بالمرأة الحديدية كما وصفت رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة “مارغريت تاتشر” بالمرأة الحديدية لقوتها وصلابتها، ولكن هذه المرأة تخاف الله وتخشاه فهي المرأة الحديدية المسلمة.
الدكتورة “سعاد الفاتح البدوي” التي تقف دائماً وتتصدى لكل ما هو مايل وما تعتقد أنه لا يسير في الطريق الصحيح، لقد خرجت الدكتورة “سعاد الفاتح” أمس الأول من جلسة البرلمان قبل أن يجاز القرض الربوي وقالت قولتها (يخس) مستنكرة ذكر القرض الربوي، وقالت إن قبول البرلمان للقرض إيذاناً بقبول الحرب من الله، وقالت لا شيء يساوي غضب الله سبحانه وتعالى، وقالت إن الذين يتحدثون عن فقه الضرورة يتحايلون على الشريعة الإسلامية.
ألم يكن هؤلاء النواب هم الذين وافقوا على إدخال أول بنك إسلامي بعيداً عن البنوك الربوية، ما الذي تغير الآن ليقبل هؤلاء النواب وهم ممن رضعوا من ثدي الحركة الإسلامية التي كانت تنشر كل عمل يتعلق بالإسلام وبالشريعة الإسلامية، ألم يكن هؤلاء النواب الذين ظلوا لعشرات السنين يحلمون بالدولة الإسلامية التي لا تقبل الرشوة ولا الربا وتعارض كل شيء ليس له صلة بالإسلام، ألم يكن هؤلاء النواب هم الطاهرون المطهرون الذين يحثون المواطنين على عدم الحرام ويخافون الله في سرهم ونجواهم، ما الذي تبدل وتغير الآن لقبول الربا.. ألم يقرأوا في كتاب الله عز وجل حينما قال: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)، لماذا يحاولون الآن أن يلووا عنق الحقيقة ويحاولوا البحث عن الفتاوى التي تبيح لهم أكل الربا، ألم يكن هؤلاء يقرأون الصحف ليل نهار ويجلسون في حلقات الفقه مرة أو مرتين في الأسبوع؟.
في كل مرة يحاول البرلمان أن يسقط بسبب المال والمنصب، كيف يحاول هؤلاء أن يجعلوا من الباطل حلالاً؟.
لقد يئس الشعب من هذا البرلمان الذي يحاول دائماً أن يرضي الحكومة ويرضي الجهاز التنفيذي حينما يقف هؤلاء النواب الذين أتى بهم هذا الشعب الغلبان إلى قبة البرلمان للدفاع عن حقوقه ومصالحه، ولكن لذة المال والمنصب والجاه أنست هؤلاء النواب أن هناك شعباً وأن هناك مواطنين قاتلوا من أجل أن يمثلوهم داخل هذه القبة التي خصصت للحديث باسم الشعب وليس باسم أصحاب المصالح، ماذا يعني لو رفض هؤلاء النواب هذا القرض انتصاراً للشريعة، وماذا يعني لو لم تنار تلك القرى التي خصص لها هذا المبلغ الذي فتن النواب وجعلهم يلوون عنق الحقيقة إرضاء للجهاز التنفيذي، كيف يخاف هؤلاء النواب من الجهاز التنفيذي ورئيس البرلمان ولا يخافون من غضب الله سبحانه وتعالى، ويقفون إلى جانب القرض الربوي مهما فسر المفسرون ومهما وجدت الحجج والبراهين الدالة على قبوله، ألم يكن لهؤلاء النواب عقول وقلوب تدلهم على أن الذي قاموا به حرام، ماذا ننتظر من هؤلاء النواب الذين يقفون ضد إرادة الشعب بالتصويت لمصلحة الجهاز التنفيذي، والآن ضد أوامر المولى عز وجل بقبول من حرم الله؟.