ولنا رأي

المستشفيات الخاصة والتكاليف الباهظة

 كلما دخلت مستشفى خاصاً لزيارة أحد المرضى أسأل نفسي من أين لهذا المريض بفاتورة العلاج العالية، إذا لم يكن المريض موضوعاً تحت بند التأمين الصحي، وأكرر السؤال هل المريض الذي يدخل المستشفى الخاص، وهذا الفندق الخمس نجوم يحتاج إلى كل هذه الفحوصات أم هي زيادة للفاتورة على المريض أو الجهة التي تقوم بسداد هذه الفاتورة؟، وأكرر السؤال للمرة الثانية أو الثالثة فإذا كان المريض داهمه المرض ولم يكن تحت بند التأمين الصحي، فهل يحتاج لكل هذه الفحوصات التي طلب الدكتور إجراءها، أم أن المستشفيات الخاصة أصبحت أشبه بالبقالات التي يريد صاحب السوبر ماركت أو البقالة تصريف بضاعته فيقوم هذا التاجر بتزيين بضاعته بأن يقول لك اشترِ هذه الفاكهة فهي من النوع الجديد وغير متوفر منها إلا القليل، أو اشترِ هذه الجبنة فقد تم استيرادها من الدولة الفلانية وهي غير متوفرة في كل الأسواق، ويحاول التاجر أن يعدد مزايا بضاعته بغرض التصريف. أما الطبيب بالمستشفى الخاص فيحاول أن يعدد أنواع الفحوصات التي لابد من إجرائها حتى يطمئن على صحة المريض ولكن الغرض ليس الاطمئنان على صحة المريض بقدر ما هو الاطمئنان على الفاتورة والتي ربما تكون له منها نصيب، وإلا فما فائدة الفحوصات المتعددة لرجل يدخل المستشفى الخاص بإصابته بنشرة في أصبعه ويطالب بفحص لوظائف الجسم وفحص للقلب وفحص للرئة وفحص للأنف والأذن وكل أعضاء الجسم يطالب بإجراء فحوصات لها، والرجل يمشي على رجليه ولا يشتكي من أي علل أخرى لا ضغط ولا سكري ولا أي شيء من الأوهام التي يتخيلها هذا الطبيب بقدر ما يكون إدخال الوهم لرجل بسيط، وفي النهاية يطالب بسداد فاتورة بملايين الجنيهات، وإذا كان هذا المواطن لا يملك هذه الملايين فكيف يكون حاله وسط أمة من الخلق في العيادة التي تعتبر عيادة طوارئ، وإذا لم تكن طوارئ فكم سيدفع هذا المواطن المسكين إذا أدخل العنبر، والعنبر قيمة سعر السرير فيه بمليون جنيه، وهذا إن قرر له أن يبقى في المستشفى لأسبوع فهذا يتطلب أن يدفع سبعة ملايين قيمة السرير دون الدربات والحقن وغيرها من المتطلبات الأخرى التي تطلبها إدارة المستشفى .. والله الإنسان يحزن لحال هذا الشعب المسكين الصابر على جراحه والجراح الأخرى التي أقحمتها فيه وزارة الصحة بتلك المستشفيات الباهظة التكاليف.. وفي الماضي كانت المستشفيات الحكومية أجمل وأنظف من المستشفيات الخاصة والأكل فيها مجاني السمك والكبدة والبيض وغيرها من أنواع الأطعمة التي تقدم للمريض ولمرافقه بجانب العلاج المجاني في كل مراحله، وإذا حاولنا أن نجري عملية حسابية لمريض دخل المستشفيات الخاصة بالسودان بمريض ذهب للعلاج في القاهرة أو الأردن أو أي دولة أخرى فكم سعر تذكرة السفر والشقة التي يستأجرها والطبيب الذي يذهب إليه ففي ظني أن المريض أفضل له أن يسافر لأية دولة بدلاً عن دخول المستشفيات الخاصة للمزايا الكثيرة التي يجدها المريض من الطبيب وحتى العلاج.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية