(حليمة بشير).. شاهدة الزور في جرائم دارفور .. قصة لم تكتمل فصولها!
تطورات جديدة ومثيرة في ملف قضيتها، قد تنسف ما دار داخل غرفة المدفأة بالبيت الأبيض التي شهدت عرض بعض فصول المسرحية في العام 2009..مثلما قد ينسف ادعاءات المحكمة الجنائية بشأن دارفور.. وحينها بدا الرئيس “بوش” أكثر حماساً وهو يدشن كتاب صاحبة الاسم المزيف “حليمة بشير” ويعرض غلافه أمام عدسات المصورين تحت عنوان (دموع في الصحراء).. أما المؤلفة فقد ظهرت وهي تقف إلى جانبه بينما لفت جسمها ووجهها بثوب ولا يكاد يرى من وجهها شيء.. وقال حينها بوش للصحفيين: (أشعر بسعادة بالغة لزيارة الدكتورة “مريم” للبيت الأبيض)، (لكن لا يعلم إن كانت سعادة بوش تلك حقيقية أم لا مثلما لا يعلم أسبابها حال كانت حقيقة). ثم أردف قائلاً: (هذه الروح الطيبة تثير الاهتمام، وتبيّن كيف هي الحياة في دارفور. شاهدت “حليمة” العنف والحرمان، وهي تحمل رسالة كثيرين يريدون أن نساعدهم)… وإلى هنا لم يسدل الستار بعد ..
وبعد مرور تسع سنوات على ملف القضية والشاهدة التي اتخذتها المحكمة الجنائية الدولية شاهداً أساسياً في ما ادعته من جرائم الحرب والاغتصاب في دارفور تتصاعد تطورات جديدة ربما غيرت مجرى الأحداث هنالك حال عدم تدخل جهات ضاغطة، ربما منظمات لدعم ملف الشاكية لصالح ملف جرائم دارفور بالمحكمة الجنائية الدولية، وربما أماطت اللثام عن حقيقة وأسباب تلك السعادة التي نزلت على الرئيس “بوش” وهو يقدم ويدشن كتابها للصحفيين داخل البيت الأبيض، فقد رفضت محكمة إدارة الهجرة البريطانية قبول طلب كانت قد تقدمت به “مريم محمد صالح” الشهيرة بـ”حليمة بشير” وهو الاسم المزيف الذي ظهرت به خلال العام 2004 عندما ادعت تعرضها للاغتصاب في دارفور وقدمت به كتابها الموسوم (دموع في الصحراء) بعد خمس سنوات من تاريخ الادعاء.
واستندت المحكمة البريطانية إلى أن المدعية تمارس عملاً في بريطانيا في حين أن القانون البريطاني ينص على أنه لا يحق لطالبي اللجوء السياسي ممارسة أي مهنة بحكم أنها تقدم لهم دعماً مالياً إلى حين منحهم اللجوء.
وعقد ملف الشاكية اكتشاف المحكمة للمبلغ المودع في حسابها، الذي قدر ب(150) ألف جنيه إسترليني، واعتبرت أن الأمر يشكل جريمة احتيال حسب القانون البريطاني، هذا بجانب شهادة طليقها الذي أكد أنها لم تقم في دارفور منذ نشأتها، وينتظر أن تتحفظ السلطات الرسمية في بريطانية على المذكورة في دار إيواء ريثما يتم إبعادها إلى جهة أخرى.
ويذكر أن “حليمة بشير” هي أحد الشهود الأساسيين الذين اعتمدتهم المحكمة الجنائية الدولية في قضية دارفور.
ويقول الكاتب الصحفي “طلحة جبريل” معلقاً في مقال نشر بـ(الشرق الأوسط) في العام 2009 (لا أحد يدري ما إذا كان “بوش” الذي وضع كتاب “حليمة بشير” فوق طاولته قد قرأه، لكن الثابت أن استقباله المؤلفة وعرضه الكتاب أمام الصحافيين، كان له أثر واضح على ارتفاع مبيعاته، حيث تصدر مبيعات موقع «أمازون» بسعر (25) دولاراً. أما “حليمة”، فبعد ذلك المؤتمر الصحافي، لم يظهر لها أثر!). ويقول أيضاً في وصفه لغلاف الكتاب وللمؤلفة (تتوسط غلاف الكتاب صورة سيدة سمراء يغطي ثوب أجزاءً كبيرة من وجهها، حيث تظهر فقط عيناها، لكن لا توجد إشارة إلى أنها هي “حليمة بشير”. وكتب عنوان الكتاب مع عنوان فرعي «مذكرات شخص من دارفور على قيد الحياة». الكتاب من تأليفها ويشاركها الصحافي البريطاني (داميان لويس). روت “حليمة” قصتها لهذا الصحافي الذي سبق أن كتب كتاباً آخر عن السودان بعنوان «العبدة». العنف في السودان»).
وتعيش “حليمة بشير” الآن في بريطانيا بصحبة زوجها وطفلها بعد أن غادرت السودان عبر مطار الخرطوم وبطريقة عادية، وهي من مواليد دارفور 1976 تخرجت من جامعة السودان. وسبق أن كشف منشقون عن حركة العدل والمساواة المتمردة تفاصيل أكبر فضيحة من نوعها تتعلق بالقيام بتمثيلية دارت فصولها بين الولايات المتحدة ودول أوربية تم خلالها فبركة معلومات حول المدعوة “حليمة بشير” التي أصدرت كتاباً ادعت فيه أنها إحدى ضحايا دارفور بتعرضها للاغتصاب والاضطهاد، ووصل الأمر لحد ترتيب مقابلة لها مع الرئيس الأمريكي الأسبق “جورج بوش” ولم تنشر الكثير من تفاصيل ذلك اللقاء وما دار فيه، وقال حينها منشقون عن الحركة شاركوا في إعداد التمثيلية إن منظمات غربية هي التي تكفلت بتوفير التمويل اللازم لحبك سيناريو القصة من الألف إلى الياء، وكشفوا أن د. “مريم سليمان” وكانت تشغل منصب مسؤول المرأة بحركة العدل والمساواة هي التي جسدت شخصية “حليمة” الوهمية وأن اختيارها جاء لعدة أسباب من بينها إجادتها للغة الانجليزية بطلاقة إضافة الى ثقة الدوائر الغربية بها، بالإضافة إلى المعرفة الواسعة التي أقامتها معها من خلال منظمة تأهيل وإنقاذ ضحايا دارفور (DVORR)(Darfur Victims Organization for Rehabilitation and Relief)
وكشف العائدون أن المنظمة التي ترأسها د. “مريم سليمان” لعبت دوراً خبيثاً في تأجيج أزمة دارفور من خلال تمويلها كلياً من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية “لويس أوكامبو” وأنها تمثل واجهة للاتصال بالنازحين واللاجئين في شرق تشاد بغرض توظيفهم في الادعاء وجلب شهود مزعومين جدد، بالإضافة إلى قيامها بدور إعلامي وتعبوي لصالح المحكمة ومدعيها “أوكامبو” كان آخرها تنظيم لقاء له في العاصمة البريطانية لندن.
أما “داميان لويس” الصحفي البريطاني الذي ألف معها الكتاب فإنه «أمضى العشرين سنة الأخيرة يكتب من مناطق الحروب في إفريقيا، مع التركيز على السودان . نالت تقاريره من دارفور جائزة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). وهو حائز على جائزة أفضل كتاب يحقق مبيعات على المستوى العالمي، وهو كتاب (العبدة)، حيث نال جائزة الكتاب (سي بي إيه)»!.