ولنا رأي

النائب الأول والإعلام!!

يمتاز الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية بالحكمة والثقة والثبات ونادراً ما ينفعل إلا لأمر جلل، ولا يعقد اللقاءات التفاكيرية أو التنويرية مع الأجهزة الإعلامية إلا لأمر جلل أيضاً.. بالأمس دعا إلى لقاء تفاكري مع كل رؤساء التحرير والأجهزة الأمنية حول الاستهداف الخارجي للوطن، وكيف يمكن إدارة المعركة مع الخارجين عن القانون والمندسين والطابور الخامس عبر الأجهزة الإعلامية المختلفة!!
كل المتحدثين صبّ حديثهم في المصلحة الوطنية، ووقوف الإعلام مع الوطن في كل المعارك التي تدار بواسطة الأيادي الخارجية بالتعاون مع ضعاف النفوس في جنوب وشمال كردفان، خاصة وأن أولئك يعملون مع جهات خارجية لم تراع مصلحة الوطن بقدر ما تنظر إلى مصالحها الشخصية والذاتية.
الأستاذ “علي عثمان” النائب الأول، يؤكد أن الحرب التي دارت في أبي كرشولا أو أم روابة ليست حرباً عنصرية، وليست حرباً بين العرب والزرقة أو أبناء جبال النوبة، وإنما حرب تستهدف الوطن، ويقوم بها أصحاب المصالح مع الجهات الخارجية التي تستهدف الوطن.
النائب الأول نادى بتوحيد الجبهة الداخلية من أجل زرع الثقة في المواطن الذي ظلت تقتله الإشاعات يومياً التي تبثها تلك القوى، وأثنى على الإعلام المقروء والمسموع والمرئي وعدّه شريكاً أصيلاً مع الحكومة، وقال إن الإعلام أدار المعركة بثبات وحكمة كما أدارها من قبل.
النائب الأول يثق تماماً في الإعلام ويعدّه مسؤولاً ويعي دوره، لذلك قرر رفع الرقابة القبلية عنه على أن يتحمل المسؤولون في الأجهزة دورهم كاملاً، بمعنى أن تكون الرقابة ذاتية إلا إذا ظهرت بعض البوادر التي لا تصب في المصلحة العامة، ومنحها فرصتين في حالة عدم الالتزام، على أن تعود الرقابة على الصحيفة التي لم تلتزم بذلك.
اللقاء التفاكري أو التنويري مع رؤساء التحرير، جمع نائب رئيس الجمهورية الدكتور “الحاج آدم” وأنصب حديثه أيضاً حول مصلحة الوطن والدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في توحيد الجبهة الداخلية، ولكنه أشار إلى أن بعض الصحف تحاول نسب بعض التصريحات الصحفية التي يدلي بها وزير في الحكومة أو المؤتمر الوطني إلى الحكومة أو المؤتمر الوطني، وقال: (لا بد أن يُنسب التصريح إلى الشخص في هذه الحالة وليس للحزب أو الحكومة).
إن الحضور الذي شرف لقاء النائب الأول كان مثالياً، فقد كان فيه الدكتور “أحمد بلال عثمان” وزير الإعلام، وتحدث حديثاً ثراً حول دور الإعلام في إدارة مثل تلك المعارك، وكيفية تحمل المسؤولية خاصة في المؤسسات الإعلامية. ورسم الدكتور “بلال” ملامح الخطة للمرحلة القادمة وتوحيد قنوات مصادر المعلومات.. كما تحدث الأستاذ الأديب “مهدي إبراهيم” وهو من القيادات الإعلامية التي لعبت دوراً مهماً في المراحل السابقة.. وتحدث مساعد رئيس الجمهورية “عبد الرحمن الصادق”.. كما تحدث اللواء “محمد أحمد الأغبش” باستفاضة عن القوات المسلحة ودورها في حماية الوطن وإحداث الأمن والطمأنينة في كل المناطق التي يوجدون بها.
نحن كأجهزة إعلامية لم نكن بعيدين عن الذي يجري في الوطن، والاستهداف الذي يواجهه، ونلعب دورنا تماماً بما يحتمه الواجب والضمير، والمصلحة الوطنية فقط ما نريده. وقد ذكر ذلك كل الأخوة رؤساء التحرير الذين تحدثوا.. إننا نريد توفير المعلومة الصحيحة التي تجعل الثقة بيننا وبين القارئ والدولة متوفرة حتى نتمكن من تمليك القارئ المعلومة الصحيحة.
{ همسة:
الفريق “بكري حسن صالح” وزير رئاسة الجمهورية قال للحضور: (إذا بدأت بالسلام على واحد فلا بد أن أسلم على الجميع).. وسلم على الجميع بطريقة “القذافي” وضم اليمنى على اليسرى ورفعها للحضور، فضجت القاعة بالضحك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية