ولنا رأي

لعنة المواطنين ومواقف المواصلات!

نفذت أمس عملية نقل خطوط المواصلات من ميدان “جاكسون” كخطوط الثورات إلى الإستاد، والصحافات وبري إلى ميدان شروني وغيرها من الخطوط التي كانت آمنة ومستقرة تحولت إلى حالة من الفوضى والاضطراب وظل المواطنون في حالة ارتباك لا يعرفون إلى أين يتجهون؟ فالموقف الذي خرجوا منه مساء عادوا الصباح ليجدوا خطوطهم انتقلت إلى مكان آخر يحتاج إلى مركبة أخرى للوصول إليه.
لقد لعبت الولاية بالمواطن أيما لعب، وأرهقته أيما إرهاق، وعذبته أيما عذاب، وتلتلته أيما تلتلة، ومصت دمه أيما مص..
إن المسؤولين جميعاً جاءوا من بيوت فقيرة، والذي جاء من الفقر يقف مع الفقراء، ولكن لا ندري لماذا مسؤولونا الفقراء لا يقفون مع الفقراء، ولا ندري إن كان هؤلاء من أولاد “النفيدي” أو “أبو العلا “أو “عثمان صالح” ماذا كانوا قد فعلوا بنا، ولا أعتقد أن أولاد “أبو العلا” أو “عثمان صالح” يريدون تعذيب شعبهم إذا اعتلوا السلطة.
إن السيد الوالي الدكتور “عبد الرحمن الخضر” لو سمع الدعاء الذي يدعو به أولئك البسطاء الذين تعذبوا بنقل مواقف المواصلات لاستقال اليوم قبل الغد، وكذلك السيد مدير إدارة المرور.
لقد ظل المواطن يعاني من أزمة  المواصلات ومن نقل المواقف ومن زيادة أعباء المعيشة ومن دمج فاتورة المياه مع الكهرباء ومن قلة المعاشات وزيادة قيمة النفايات وارتفاع أسعار السلع الضرورية وانعدام الأدوية وارتفاع فاتورة العلاج والإيجارات والمستشفيات الخاصة والمدارس الخاصة والحج الخاص.. إن المواطن يريد أن يعيش آمناً ومستقراً يأكلها كسرة بموية أو طماطم بزيت سمسم أو بالدكوة أو بسخينة لا يريد زيادة من معاناته ولكن ناس “الخضر” لا يريدونه أن يهنـأ بحياة كريمة.
لقد قام السيد الوالي بأعمال جليلة ومقدرة  ولكن لم يراع أولويات المواطن فسبق أن كتبنا عن كورنيش النيل وما أحدثه من مظهر رائع وجميل، ولكن الأولوية لهذه المواقف، فماذا كانت يضير الولاية لو أبقت المواقف في أماكنها القديمة مع إحداث بعض التعديلات بدلاً هن هذه الشلهتة والجري من الإستاد إلى “جاكسون” ومن “جاكسون” إلى “شروني” كأنما الواحد يطوف ما بين الصفا والمروة، لقد أحدثت الولاية ربكة شديدة حينما نقلت هذه المواقف وباعدت بينها وبين المواقف الأخرى وحتى شرطة المرور التي من واجبها تنبيه المركبات يفاجـأ أصحاب المركبات بشرطي المرور في وسط الشارع ويطالبهم بالاتجاه إلى شارع آخر ما هو الشارع الآخر وإلى أين يفضي، المهم ناس المرور عملوا العليهم والباقي على أصحاب المركبات، وينزل المواطن وهو يلعن ويسخط ويتمتم بعبارات منها المفهوم والآخر الخفي، قالت مواطنة وهي في قمة غضبها “والله لو عارفة كده ما كنت أديت صوتي لود “الخضر” ولو عادت الانتخابات مرة أخرى لما صوتُّ”.. هذه غضبة شعب وعلى المسؤولين امتصاصها وإلا فإن الربيع العربي الذي يخشونه سيحل آجلاً أم عاجلاً، وينبغي أن ندرس الأمور بدقة بدلاً عن القرارات العشوائية التي لا يجني منها المواطن إلا العذاب والجري وراء السراب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية