ما هكذا يا "نمر"!!
– 1 –
{ أن تستعمل (دانة) – مثلاً – لقتل (جرادة)، فهذا يعني أحد أمرين: إما أنَّ مُطلق الـ (دانة) لم يحسب حجم خصمه كما يجب، أو أن (الجرادة) خارقة وأقوى مما نتصوَّر!!
{ نقول هذا وقد جاء في الأخبار أن اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار بولاية الخرطوم، برئاسة المعتمد اللواء (م) “عمر نمر”، أعلنت فتح معسكرات الدفاع الشعبي بكل وحدات المحليَّة، واعتماد تكوين كتيبة إستراتيجيَّة لتأمين محليَّة الخرطوم!!
{ أوَّلاً إعلان مثل هذه الأخبار في الصحف يعني – للعالم أجمع – أنَّ ثمَّة خطر يتربَّص بالخرطوم!! وهذا أمرٌ له ما بعده على أكثر من صعيد!!
{ فعلى الصعيد (العسكري) يُعلي هذا الإعلان من شأن (الخصم)، الذي هو الآن ما تسمَّى الجبهة الثوريَّة وتهديداتها التخريبيَّة!! إذ أنَّ محليَّة الخرطوم – التي هي قلب الولاية – لم تكتفِ بوحداتها (العسكريَّة) و(الأمنيَّة) و(الشرطيَّة).. فدعمتها بـ (الكتيبة الإستراتيجيَّة) وفتحت معسكرات الدفاع الشعبي!!
{ وعلى الصعيد (الإستراتيجي) تمضي سياسية الدولة لجذب الاستثمار الأجنبي الذي يتركّز – بالضرورة – في المحليَّة، ولو على نطاق رئاسات الشركات المسثمرة، فكيف يأتي مستثمر بأمواله إلى محليَّة تعلن حالة الاستنفار!!
{ وعلى الصعيد (النفسي) للمواطنين فإن مثل هذا الخبر يجعلهم يضعون أياديهم في قلوبهم متحسِّبين.. وربما أصابت أحدهم (ذبحة صدريَّة) إذا انفجر (لستك عربيَّة) بالقرب منه!!
{ عزيزي معتمد الخرطوم اللواء (م) “عمر نمر”: إذا كان لدى سلطات المحليَّة أيَّ معلومات تشي باحتمال التخريب.. فيجب التعامل معها بصرامة.. لكن بـ (تكتم).. لأنَّ (ذيوع) أخبار الاستنفار ضررُها – كما بيَّنا – أكبر بكثير من نفعها!!
{ وفق الله جيشنا وشرطتنا وأمننا في حفظ المواطن وومتلكاته.
– 2 –
{ كشفت وزارة تنمية الموارد البشريَّة والعمل عن تصاعد الهجرة خلال السنوات الخمس الأخيرة، ونسبة الشباب فيها حوالي 69%!!
{ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!
{ ألا يكفي هذا الخبر دليلاً عن فشل أغلب سياسات الدولة!!
{ دفن الرؤوس في الرمال.. وخداع النفس.. والبحث عن تبريرات، لن يجدي أمام هذا الخطر الداهم!!
{ نعم خطر داهم.. لأنَّ هؤلاء الشباب الذين اضطرُّوا للهجرة.. خرجوا (حانقين) من أوضاع سوق العمل في بلادهم.. فهل تعلمون – أيّها المسؤولون – معنى أن يخرجوا (حانقين)!!
{ الأمر متروك لـ (خيالكم) وخيال السادة القرَّاء لإكمال الصورة وقراءة مآلات الدفع (قسراً) بالشباب إلى أحضان الخارج!!
{ وبمناسبة وزارة تنمية الموارد البشريَّة والعمل.. هناك سؤال يلحُّ عليَّ منذ فترة: تُرى كيف كانت ستتصرَّف النقابة إذا كان الوزير (كوز)؟!!