عام مضى والجايي أحلى!!
تكمل المجهر السياسي اليوم عامها الأول، وتستقبل عاماً جديداً مليئاً بالطموح والخطط والبرامج التي تستهدف فيها المواطن الذي وقف إلى جانبنا عاماً كاملاً كانت المجهر صحيفته الأولى، يجد فيها كل ما يلبي رغباته وطموحه من عمل نحسب أنه يخدمه في المقام الأول.
والمجهر التي بدأت انطلاقتها في السادس عشر من أبريل 2012م لم تبدأ من فراغ، فكانت امتداداً لتجربة الأستاذ والأخ الصديق “الهندي عز الدين” التي بدأها منذ صحيفة آخر لحظة، ثم الأهرام اليوم، التي كان يعتبرها طفله الأول الذي رعاه حتى كبر وشبّ وأصبح رجلاً كاملاً، وها هي المجهر التي وقف على رعايتها أيضاً مع مجموعة من المخلصين والصابرين حتى توّجت بنجاحها قبل أن تكمل عامها الأول بشهور، لتأتي ضمن صحف المقدمة في الانتشار والتوزيع والإعلان، ولم يأتِ هذا من فراغ، بل جاء عبر دراسة واستراتيجية واضحة المعالم، وإلاّ لما تبوّأت هذا الموقع الرفيع، ولتكن الثانية إن لم تكن الأولى سياسياً.
إن صحيفة المجهر السياسي آلت على نفسها أن يكون همها الأول هذا المواطن المغلوب على أمره، هذا المواطن عانى من الإهمال من تقديم أبسط ضرورات الحياة، لقد نذرنا أنفسنا أن يكون المواطن من أولوياتنا، كما لم نغفل هذا الوطن الذي مزقته الحروب والمؤامرات والدسائس، لقد ظللنا نقف مع كل القرارات الحكومية التي تكون فيها مصلحة الوطن.
نحن صحيفة مستقلة شاملة لم تأتمر بأمر جهة، ولا تقف مع جهة ضد الأخرى، فالحكومة والمعارضة عندنا سيّان، فمن أخطأ نقول له أخطأت، ومن أصاب نقول له أصبت، ظللنا هكذا منذ أن بدأت انطلاقتنا، ولذلك شهدت فترة العام عدداً من البلاغات التي فتحت من قبل المواطنين، ونعلم أن كل من أصابه رشاش من الصحيفة أو اعتقد أن الصحيفة قد تجنّت عليه فمن حقه اللجوء إلى ساحات العدالة، فإن كان له حق أخذه بالقانون، ولذلك معظم البلاغات التي فتحت في مواجهة الصحيفة شطبتها المحاكم أو النيابة، أو تمّ التوصل فيها إلى تسوية مع الشاكي بالاعتذار عما أصابه، ولذلك ظلت علاقتنا مع الجميع ملؤها الحب والإخلاص، لأننا صحيفة في النهاية، فيها الخطأ غير المقصود، فمن واجبنا أن نقدم الاعتذار ونحن مرفوعو الرأس.
لقد هيأنا بيئة جيدة لكل العاملين قلّ أن توجد في مؤسسات أخرى، نحن نعلم أن العمل الصحفي هو عمل إبداعي، وحتى يبدع الصحفي لابد من جوّ خاص، يراعي ظروفه ليقدم أفضل ما عنده من إمكانيات، لم نعمل كالمؤسسات الأخرى بمطاردة الصحفيين وملاحقتهم، فهم في نظرنا قادة رأي، وقادة الرأي لا يطاردون كالأطفال، نترك لهم الحرية الكاملة ليعطونا أفضل ما عندهم من عمل، وهذا الذي ميز الصحيفة طوال العام، ونأمل أن تظلّ المسيرة أفضل من سابقتها لنقدم أفضل الأعمال الصحفية.
لقد تميز صحفيو المجهر بالانضابط والاحترام فيما بينهم وبين مرؤوسيهم، فلم نجد شواذّ فيهم أو خارجين عن المألوف، يتفانون في عملهم مخافة الله أولاً، وحباً في عملهم، وهنا لا نذكر شخصاً بعينه وإنما الجميع عندنا سواسية، وحتى الفئة التي غادرتنا كان لها الفضل في تثبيت الصحيفة، ولم نقف في طريقهم حينما أرادوا الانتقال إلى مؤسسة أخرى لتحسين أوضاعهم الاقتصادية، فحاولنا التمسك بهم ولكن هذه رغبتهم نتمنى لهم التوفيق.
لقد وضعت صحيفة المجهر بصمتها مع الخالدين ممن أرسوا دعائم العمل الصحفي كـ”بشير محمد سعيد” و”محمد مكي” و”عبد الرحمن مختار” و”محجوب محمد صالح” و”أحمد يوسف هاشم” و”عرفات محمد عبد الله” وغيرهم من عمالقة الصحافة السودانية. فالتهنئة نزجيها للجميع، ونتمنى أن نواصل المسيرة تفانياً وإخلاصاً لهذا الشعب والأمة.