ولنا رأي

صلاح حبيب يكتب.. هل هذا الوضع الذي كنا ننشده؟!

عندما بدات ثورة 19 ديسمبر كان الشعب يتوقع أن يحصل التغيير الجذري في البلاد وتتحسن الاوضاع الإقتصادية التي تردت كثيرا في الفترة الماضية ..لقد زال نظام الإنقاذ ولكن هل تحسنت الأوضاع الإقتصادية والسياسية والإجتماعية؟. بالعكس لقد إزداد الوضع سوء أكثر مما كان عليه وبدات الصراعات والمشاكل بين القائمين على أمر الحكم فلم يرض مكون عن الآخر والكل يحاول أن ينال من الكيكة التي سعى الكل من أجلها وليس من أجل المواطن الغلبان.. الكل يلهث وراء المناصب لذلك بدا الصراع حتى الجبهة الثورية التي من المفترض أن تعود الى حظيرة الوطن من أجل البناء رفضت وحاولت أن تعمل على مناقشة كل الأوضاع السياسية والسلام وكل ما يتعلق بها وليس ما يخص محمد أحمد المسكين فبدأت المفاوضات في جوبا تلك المدينة الهادئة التي لم يمر على تكوين حكومتها الا بضع سنيين، جوبا التي خرجت من دولة السودان الأم اصبحت راعية لسلام الشمال وظلت المحادثات تجتمع وتنفض أملا في الحل الشامل ولكن للأسف كلما قلنا اقتربنا من الحل ظل الحل بعيدا عنا
إن الحكومة الإنتقالية التي كنا نعول عليها كثيرا فى إحداث الرخاء للشعب اصبحت مشغولة بقضايا ليست من أولويات الشعب فأصبح السوق عايش في وادٍ والشعب في وادٍ آخر من الأسعار الخرافية التي وصلت فيه فلم تستطع الأسر شراء مستلزماتها من السوق حتى المستلزمات التي كان باستطاعة الفقراء والمساكين شرائها أصبحت الآن عصية حتى على الطبقات الوسطى مما يعنى أننا أصبحنا في حالة من التردي او العودة الى الوراء اكثر عما كنا عليه في النظام السابق.
لقد ظلت المطالبات بتعين الولاة المدنيين حتى تكتمل هياكل الدولة لكن للأسف ما أن اعلن الولاة إنتفضت جماهير بعض الولايات رافضة التعيين لمن تم إختيارهم لتلك الولاية وظل الصراع محتدم بين أبناء الولاية الواحدة فلم يرضوا بالإختيار الذي تم، اما حزب الأمة الذي يعد من الأحزاب العقلانية وإمامه من أصحاب الخبرات الطويلة في الحكم رفض في اليوم الثاني لتعيين الولاة وطالب منسوبيه بتقديم إستقالاتهم من الحكم الإقليمى ولم نعرف من الذي عين أوائك الولاة التابعين لحزب الأمة وهل يعقل إن الإمام الصادق المهدي لم يكن يعلم بمنسوبيه في تلك التشكيلة أم أن التعين لم يأت كما كان يريد؟
الإمام الصادق المهدى ظل يتردد كثيرا في المشاركة في اى حكم ديمقراطي او شمولي، ففي النظام المايوي وبعد المصالحة الوطنية مع النظام المايوي ودخوله الإتحاد الإشتراكي خرج دون أن تكون هناك أسباب مقنعة للمشاركة او للخروج، ثم جاء نظام الإنقاذ وكان من معارضيه الشرسين، ولكن عرضت عليه المشاركة في الحكم فابدا موافقته الا انه تردد كثيرا حتى ادى تردده الى الإنقسام في حزبه فخرج السيد مبارك الفاضل وعدد كبير من زعماء الحزب فكونوا أحزاب مختلفة شاركوا بها في نظام الإنقاذ، وها هو اليوم وبعد أن كان يطالب بالمشاركة في الولايات ومنح ما يريد طالب منسوبيه بالخروج وتقديم إستقالاتهم،
إن الوضع الراهن لن يؤدي الى نظام حكم يرضى عنه الجميع بل ربما يؤدى الى إنقسام نفقد بموجبه هذا الوطن العزيز لذا لابد ان يعمل الجميع من اجل إستقرار الوطن وأمنه بدلا من تشظيه وتقسيمه الى عدد من الدويلات كما يطالب الان اهل الشرق وغيرهم من مناطق السودان المختلفة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية