ولنا رأي

ودنوباوي التي عرفتها (5)

كثير من أهلنا سكان ودنوباوي والذين لم نذكر أسماءهم في الحلقات السابقة اتصلوا عاتبين على ذلك التجاهل، ولكن نقول لهم: هذه حلقات توثيقية لم نورد كل الأسماء ولا الأحداث في حلقة أو حلقتين، ما دامت حلقات فهذا يعني أننا لن ننسى أحداً من أهلنا الطيبين سكان الحي العريق الذي نفخر ونفاخر به كل الناس أننا من هذا الحي الذي خرح أجيالاً من المبدعين في كافة المجالات، فمن أبناء الحي مهندسون وأطباء وفنانون أمثال “نجم الدين الفاضل” و”صلاح محمد عيسى” و”مأمون عوض صالح” و”بادي محمد الطيب” وكثير من المبدعين ومن الأطباء “عبد المنعم الشفيع” وناس “عماد الشفيع و”مجدي” وإخوانه، وكل أسرة الشفايعة الذين برعوا في مجال الطب، وأذكر في إحدى زياراتنا لزميلنا “عماد الخير الشفيع” ووقتها كان طالب طب بجامعة عين شمس، عندما زرته بالمنزل وجدت والدة “الخير الشفيع” فمرّ أصغر إخوان “عماد” فقال لي والده: هذا الولد الوحيد (الخايب) في الأسرة، لم أفهم قصده، فرد عليّ بأنه ابنه الوحيد الذي لم يدرس الطب، فكان يدرس بكلية الهندسة جامعة الخرطوم.
من الأسر العريقة بودنوباوي، وإذا بدأنا من نهاية ودنوباوي، والتي كان يطلق عليها القراشات، وأعتقد أنها كانت آخر محطة للبصات ففيها أهلنا “الأمين عبد الله” وهو من كبار الأنصار، ولكن عندما بدأ الانقسام في صفوف حزب الأمة بين “الصادق المهدي” و”الإمام الهادي” وقف عمنا “الأمين عبد الله” إلى جانب “الإمام الهادي” وكان من الذين سقطوا السيد “الصادق” في الانتخابات بالجبلين، ومن أولاده “أحمد الأمين” الآن يشغل منصب مدير الشئون المالية بقناة النيل الأزرق و”قرشي” واللواء طبيب الراحل “أبا ذر” و”إبراهيم” الذي كان يعمل بوزارة المالية، والدكتور “عبد الرحمن” وأسرة “الصادق المليح” و”عبد الله المليح” و”عبد الرحمن” ومن أبنائه “مهدي” و”علي” و”ضرار” و”فاروق” وأسرة الشيخ “محمد علي فضل” أحد التجار المشهورين، وأسس مستشفى الشيخ “محمد علي فضل” للنساء والتوليد من الأسر العريقة ولها دور كبير بودنوباوي.
أسرة “أحمد سعد” وعمنا “أحمد سعد” كان أشهر صاحب فول بودنوباوي كل المشاهير كانوا يأتون لتناول وجبة العشاء، حتى الراحل “جعفر نميري” كان من زبائنه، وحكى لي أحد أبنائه أن الرئيس السابق “جعفر نميري” قبل انقلاب (25) مايو بيوم أو في ذات الليلة كان قد تناول وجبة العشاء بمحلّ عمنا “أحمد سعد” كان عمنا “أحمد سعد” يخدم زبائنه بنفسه، يقدم الماء البارد، وكان أوّل من أدخل البنابر كمقاعد للجلوس، ومن الأسر العريقة أيضاً أسرة “السلاوي”، ومنها رجل الأعمال “عبد الرحمن السلاوي” وعمنا المأذون المشهور بشارع ود البصير.
وأسرة “جعفر نميري” نفسها ومنها “عبد الغفار” وناس “صديق علي نميري” ومن أبنائه الدكتور “مطرف صديق” سفير السودان بالجنوب، و”علي” و”أبو طراف النميري” وأسرة “العثمانية” وهذه واحدة من الأسر العريقة بودنوباوي، وكلهم أنصار منهم “الصادق” و”خالد” و”الطاهر” و”الحاج عبد الله” وأسرة “محمد عبد الفضيل” ومن الأبناء “البشير” و”الكارس” شذ من الأسرة، وأصبح من كبار الإخوان المسلمين وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي شعبان 1973م، فصل من مدرسة الأهلية الثانوية العليا بسبب قيادته للمظاهرات الطلابية.
ودنوباوي تاريخ وعراقة وأصالة وفيها كثير من الطرائف والمُلح، وبها عدد كبير من الظرفاء، أمثال “موسى ودنفاش” والذي كان من أظرف ظرفاء أم درمان، وليس ودنوباوي، ويقال: إنه ذهب إلى السيد “علي الميرغني” ولكن السيد “علي” أعطاه فاتحة، وعندما جاء إلى السيد “عبد الرحمن المهدي” أحسن مثواه وأعطاه مالاً، فقال قولته الشهيرة، والتي مازال يرددها الناس: فاتحة “أبو علوة” تصرف عند “أبو عبده” وهنا لا ننسى أسرة “شاخور” وأسرة “حسن الشاذلي” وأبنائه اللواء “الهادي بشرى” والي النيل الأزرق، و”محمد” (الدال) أحد المعلمين المميزين، أيضاً من كبار الإخوان المسلمين، و”مصطفى” و”كمال” و”يحيى” الذي يعد أيضاً من ظرفاء ودنوباوي، وكبير ظرفاء أم درمان وودنوباوي “الهادي نصر الدين”، ويقال: إنه في أحد الأيام ذهب إلى الملازمين فوقف يشاهد أولاد الملازمين يلعبون الكرة، فأخذ أحذيتهم، وعندما سئل وين موديهم يا “الهادي؟ قال: موديهم لأولاد ودنوباوي يأكلوهم باسطة.. في ظرف أكثر من كده؟!
نواصل..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية