ولنا رأي

هل تجبرهم قرارات الدولة على الالتزام بالتنفيذ؟!

صلاح حبيب

أصدرت الحكومة حزمة من القرارات متعلقة بفيروس (كورونا) القاتل، ولكن هل القرارات التي اتخذتها الحكومة يمكن أن تقنع المواطنين بالمرض الفتاك؟ وهل يمكنهم البقاء في منازلهم أو الالتزام بتلك القرارات؟، المواطن السوداني رغم شجاعته في كثير من الأمور ولكن ما زال يتعامل مع فيروس (كورونا) بالاستهتار و(السبهللية)، وعليه فإن الحكومة لابد أن تتعامل مع المواطنين بعد تلك القرارات بالشدة وعدم التساهل في الأمر، لأن المتضرر في النهاية المواطن، ثم الدولة التي لا حيلة لها، ولا مال يمكِّنها من تجنب المرض أو المساعدة في علاجه، إن حظر التجوال إن نفذ بصورة حاسمة بمعنى أن أي شخص لم يلتزم بالزمن المحدد وهو الثامنة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً يُقدم إلى محاكمة فورية مع غرامة لا تتجاوز العشرة آلاف جنيه، لأن التساهل يشجع الآخرين على عدم الالتزام، ويعتبرون الموضوع نوعاً من الاستهلاك، ففي كثير من الدول العربية أو الأوربية في حال عدم الالتزام يدخل المواطن السجن مع الغرامة المالية الفورية وهناك دولة ربما روسيا ــ غير متأكد ــ أخرجت كمية من الأسود ونشرتهم بالطرقات لإجبار المواطنين الالتزام بالبقاء بالمنازل، فبقاء المواطن بمنزله يجنبه المرض، ويجنب الآخرين العدوى، ولكن هناك بعض المواطنين يعدون الأمر لا يعنيهم، أو أننا دولة محصنة من المرض فلن يأتيها طالما درجة الحرارة عندنا تتجاوز الأربعين درجة، ولكن هؤلاء لا يعلمون أن الكويت التي ضربها الفيروس وبها عدة حالات، فإن درجة حرارتها أحيانا تتجاوز الخمسين درجة، والسعودية كذلك، لذا فعلينا أن نلتزم بالمواجهات التي ساقتها الدولة حتى نتمكن من تجاوز تلك الفترة العصيبة، فالسودان ليس استثناءً من هذا الفيروس، فمنظمة الصحة العالمية من خلال ما نشرته بأن أفريقيا تستعد للأسوأ، أي أن السودان من تلك الدول الأفريقية، فعليها أن تستعد للمرض، فإن ظهرت حالات اشتباه فهذا يعني اننا لم نسلم من المرض، فالبقاء في البيوت يجنبنا الانتشار.. خاصة أننا دولة لا حيلة لها مع هذا الفيروس القاتل فالتزام الناس والتعامل معه بجدية قد يكتب الله لنا النجاة منه، وهناك كثير من الدول الأوربية التي انتشر فيها الفيروس وأدى إلى إصابة هذا العدد الهائل من المواطنين كان سببه التراخي وعدم التعامل معه بالمسؤولية المطلوبة، فدولة الصين التي انتشر منها المرض وأدى إلى وفاة الآلاف من المواطنين، أغلقت نفسها وأجبرت المواطنين على البقاء بالمنازل مع التبليغ الفوري إذا شعر المواطن بالأعراض، فالآن الصين قد تعافت بنسبة عالية جداً، وحتى المدينة التي خرج منها الفيروس إلى العالم ها هي الآن تتعافى، وربما تبدأ الحياة فيها طبيعية في الأيام القادمة حسب من ذكرت التقارير الواردة منها.. أما نحن في السودان فما زال المواطن يتعامل بتلك البساطة، وما زالت الأيدي ممدوة للسلام، وما زال المواطن يبصق على الأرض ويعطس دون أن يضع منديلاً على أنفه أو وجهه، على الرغم من أن درجة الوعي لدى المواطن من المفترض أن تكون أعلى، فكل الذين نشاهدهم من المتعلمين وليسوا أميين؛ لذا لابد أن نرتفع إلى مستوى المسؤولية مع هذا المرض، وإلا سنكون مثل إيطاليا التي حصد الفيروس الآلاف منهم، ولم تستطع الدولة العلاج.. فهناك العشرات يموتون في الشوارع وجثثهم ملقاة على الطرقات، فعلى المواطن السوداني في المدينة أو في الريف عليه أن يتعامل مع الفيروس بالجدية وأن يحمي نفسه والآخرين منه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية