النقاط التي كشفتها الدكتورة “مريم الصادق” في استقالتها كمقرر للآلية الاقتصادية هي نقاط أصيلة وجوهرية تنظم عمل الآلية والخطوات التي يجب أن تقوم بها الدولة لعلاج الوضع الاقتصادي، وأحسب أنها نقاط لو تم تنفيذها والمضي نحوها بجدية، فلربما أنقذت الآلية بما يمكن إنقاذه، لكن واضح أن الحكومة غير جادة في تنفيذ هذه الخطوات، وبالتالي ماتت الآلية قبل أن تولد، لنقل إنها ماتت في اللحظة التي أعتذر عن رئاستها الفريق “حميدتي”، وتولى مهامها رئيس الوزراء الدكتور “حمدوك” الذي يملك بنص الوثيقة الدستورية الحق والشرعية في إنفاذ نقاط هذه الآلية في التو واللحظة التي من أهمها برأئي ابتدار حملة شعبية لدعم الموازنة، وهي خطوة لا تحتاج لجهد جهيد لأن الشارع جاهز ومستعد للمشاركة في أي عمل وطني طالما أنه وجد القدوة والقيادة التي توجهه نحو ذلك، والنقطة الثانية إنشاء آلية من الشرطة للرقابة على وصول السلع الإستراتيجية لمستحقيها وبرأيي هذا العمل تستطيع الشرطة أن تقوم به بكل كفاءة ومسؤولية متى ما وجدت كل المعينات التي تمكنها من القيام بهذا الدور، ونقطة أخرى هي البدء في إجراءات تبديل العملة، وهي واحدة من المقترحات المهمة التي أوصى بها كثير من الخبراء الاقتصاديين لمواجهة انهيار الجنيه في وجه الدولار، ثم مراجعة إجراءات الصادر، وهو دور يفترض أن تقوم به وزارة التجارة، ووزيرها النائم في العسل نوماً، ثم توفير الدعم لتمويل حصاد القمح في الجزيرة، ودي برضو سهلة، وتحتاج فقط لقرار وتوجيه صارم ثم مراجعة سياسات الذهب، وفك احتكاره، ثم تصحيح الموقف السياسي تجاه السعودية والإمارات، وده معناه بصريح العبارة (أن يقفل ناشطو (قحت) حلاقيمهم الفاتحينها من غير ما يعرفوا المطرة صابة وين؟) ودعوني أقول إن هذه المقترحات كانت كفيلة بأن تجعل الآلية تحرك المياه الساكنة لكن يبدو أن رئيسها الدكتور “حمدوك” مشغول بأمور أخرى أكثر أهمية من معايش البلد واقتصادها المنهار، لذلك نسي أمر الآلية ولم ينفذ التوصيات التي حددها الاجتماع الثلاثي لإنشائها لتموت بذلك الآلية.
وتكشف استقالة “مريم” عن عدم الجدية الواضح من أطراف الحكومة المعنية بالأمر في أن توجد الآلية الحلول اللازمة لوقف نزيف الاقتصاد السوداني، ورفع المعاناة عن شعبنا الصابر الذي كلما علق حبال آماله على رقبة شخص وجدها حبالاً مهترئة، وغير قادرة علي الصمود أو تحمل رحلة الصعود، بل إن الاستقالة كشفت أن هذه الحكومة عاجزة عن اتخاذ القرارات المفصلية ولا تملك الذراع الطويلة التي تجعلها تضرب الضربة القاضية، وكل ما تقوم به مجرد صفعات ضعيفة لم تهز توازن مراكز قوى الفساد، وانشغلت بقرارات الشوفونية لنقف عند العقبة، ونسأل الحكومة بعد أن نعت “مريم الصادق” الآلية أمس، أها وبعدين تاني شنو؟ شنو في الجراب يا حاوي لإخراج بلادنا من هذا المأزق؟ شنو خارطة الطريق لنصبح دولة محترمة وواقفة على رجليها؟ لا تنتظر المعونات والإغاثات و(بوس أيادي) الغير لحل أزماتنا وكل ما في بلادنا ثروات طبيعيية بكر تحتاج لمن يوجه إليها العقول، والسواعد تحتاج لمن يبذل لها نفسه ويتسامى على الحفر والدفر ومقابضة السلطة والسلطان وشر البلية أن نضحك على فشل الآلية.
كلمة عزيزة
تسابق وتدافع نجوم الفن في مصر يتحدون بعضهم البعض في كفالة أسر كثيرة أضر بها حظر (الكورونا) الاقتصادي، وكثير من أصحاب المهن الهامشية واليومية فقدوا مصادر رزقهم، ولزموا منازلهم مقدمين درساً بالمجان لنجوم الفن في بلادنا الذين يعتقد بعضهم ويعتقدن أن النجومية تسابق على (السيلفهات) واستعراض (القشرات) والتبسم في وجوه المعجبين ليصبحوا كَدُمى البلاستيك بلا روح ولا فائدة اتعلموا ياخي.
كلمة أعز
التحية والتقدير والتجلة لكل الأمهات الرائعات اللائي يشكلن الحياة ويصارعن المستحيل ليصنعن الممكن، التحية لأمي (التومة بت فاطمة) ضهري وسندي وملاذي وملجأي، حين تضيق في وجهي فتنبهل على بركات السماء بدعاها ورضاها وعفوها.