ولنا رأي

نزلت عليهم (كورونا) برداً وسلاماً

صلاح حبيب

على الرغم من أن عدد الإصابات بها أقل من الكثير من الدول، ولم يعلن عن أي حالة وفاة فيها، فالمملكة العربية السعودية وملكها “سلمان بن عبد العزيز”، يضاعف مبالغ تحدي (كورونا) على القطاعين العام والخاص بزيادة (70) مليار ريال سعودي، بعد أن قدم خمسين مليار ريال من قبل ليتضاعف المبلغ إلى (120) مليار ريال، وأعفى القطاع الخاص من تسديد الجمارك لمدة شهر والضرائب لمدة ثلاثة أشهر وأعفى المقيمين الذين انتهت إقاماتهم من قيمة التجديد حتى يونيو القادم، إن المملكة العربية السعودية مهتمة بشعبها وحتى المقيمين فيها، فكورونا التي أجبرت الكثيرين على البقاء بمنازلهم وأخافت الآخرين، إلا أن المملكة طمأنت شعبها ووفرت لهم كل شيء في القطاعين العام والخاص، ولكن للأسف نحن حتى الآن لم نستطع أن نحل مشكلة الخبز، فأصحاب الضمائر الميتة استغلوا المواطنين في أبسط شيء كمامة تقي من المرض، فارتفع ثمنها إلى مائة وعشرين جنيهاً بعد أن كان سعرها لا يتجاوز الخمسة جنيهات وحتى المأوى للمشتبه فيهم حتى الآن لم تفعل الدولة شيئا يطمئنهم مما أخاف أصحاب حالات الاشتباه ورفضهم الذهاب إلى مناطق الحجر وهذا لا قدر الله ربما يؤدي إلى تفاقم المرض إذا انتشر بالسرعة التي رأيناها في كثير من الدول التي لم تتعامل معه بالجدية، فنحن في السودان مازلنا نتعامل معه بكل بساطة أو (بالسبهللية) أو عدم الاكتراث، فالمرض فتاك ونقرأ يومياً الإحصائيات للمصابين والمحتجزين بالحجر الصحي بالعالم والذين فاق عددهم الآلاف، إن فيروس كورونا مازلنا نتعامل معه شعباً وحكومة بكل بساطة، فالشوارع مكتظة بالمارة والمواصلات العامة تتعامل مع الركاب كأننا في كوكب آخر وليس هذا الكوكب الذي يعيش فيه الناس بهذا الهلع والخوف، إن إمكانيات السودان لمواجهة هذا المرض قليلة بل ربما منعدمة تماماً، ولم نتحرك مع المنظمات العالمية للاستفادة من خبرتها وتجاربها في ذلك مع الاستفادة من المعدات التي تقدم في مثل هذا الظرف، فكثير من الدول تعاملت مع الفيروس بالجدية وحاولت أن تجنب شعبها هذا الهلاك، ولكن أصحاب الأموال الطائلة عندنا لم يتحرك منهم أحد ليقدم المساعدة للمحتاجين إذا عجزت الدولة من تقديم المساعدة لهم.. وقد ذكرنا بأن المملكة العربية السعودية قدمت المثل الأعلى لشعبها فأعفت قطاعها الخاص والعام من توريد ما عليهم من التزامات مالية للدولة أن كانت على شكل ضرائب أو دفعيات أخرى حتى المقيمين معها من رعايا الدول الأخرى والذين عجزوا من سداد ما عليهم من مال متعلق بتجديد إقاماتهم سمحت لهم المملكة بمد الفترة حتى يونيو القادم، ولكننا مازلنا عاجزين في تقديم تنازلات لشعبنا ولم نستطع توفير أبسط مقومات الحياة قطعة خبز ليعيش بها المواطن المسكين بل استغل أصحاب الضمائر الميتة تلك الظروف ليغنوا منها، لا أدري أي شعب نحن أحياناً تجدهم في قمة التضامن وإغاثة الضعفاء ومساعدتهم وأحياناً أشبه بالبعوض الذي يمتص دماءهم، إن المرحلة القادمة حسب موجهات هيئة الصحة العالمية بأن القادم اسوأ خاصة على أفريقيا، فيجب أن نحتاط للقادم وأن يكون التضامن مع بعضنا البعض أفضل حتى نخرج من تلك المحنة التي أرادها لنا المولى عز وجل.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية