داهمت قبل يومين حماية المستهلك بالتنسيق مع قوات الشرطة مصنعاً عشوائياً بجبرة لتصنيع الكريمات ومستلزمات التجميل، الدكتور “نصر الدين شلقامي” المدير العام لحماية المستهلك، قال إن المصنع يقدر ما ينتجه بمليارات الجنيهات، وظلت المراقبة للمصنع منذ فترة حتى حانت لحظة مداهمته وكشفه، لقد درج أصحاب النفوس المريضة على العمل بصورة عشوائية خاصة في ما يخص حياة الناس من أجل تحقيق الربح دون مراعاة للآثار الجانبية التي تحدثها تلك الصناعات، المهم عندهم كيف يحققون ثراءً في أقصر وقت ممكن، فحماية المستهلك مع قوات الشرطة يقومان بدورهما في المجتمع ولكن ضعاف النفوس أحياناً تعمى قلوبهم وعقولهم ولا ينظرون إلا كيف يحصلون على المال بأي طريقة من الطرق، ولم تكن المصانع العشوائية هي محل الثراء الحرام بل هناك عمليات التهريب بكل أنواعه أن كان على الحدود من خلال تهريب المواد التموينية أو البنزين أو الجازولين أو عبر مطار الخرطوم بتهريب الذهب الذي أصبح مطار الخرطوم واحدة من منافذ التهريب عبره دون أن يتخوف أولئك المهربين من القبض أو المصادرة أو حتى الإعدام إذا طبق القانون بصورة صحيحة، إن كشف مصنع مستلزمات التجميل هذا واحد من بين عشرات المصانع المخالفة للقانون وتعمل دون رقابة، على الرغم من الجهات المختصة تعلم ذلك، ولكن في ظل غياب القانون كل واحد يحاول أن يضرب ضربته فإذا تم كشفه أو القى عليه القبض يكون قد حقق ما يريد من مال، لذا فعلى السُلطات المختصة بالتنسيق مع حماية المستهلك يجب مداهمة كل عمل عشوائي لا يصب في مصلحة المواطن، ففي فترة ماضية تم كشف عدد من مصانع إعادة تعبئة الزيوت الراجعة لتقديمها إلى المواطن ولا أدري هل أولئك الذين يقومون بهذا العمل ألم يحسوا بأن العمل الذي يقومون به فيه ضرر للأمة ومن بين الأمة الأهل والأصحاب والأحباب وحتى أهل المنزل الذين يشترون دون أن يعلموا أن رب البيت هو من يقف وراء هذا العمل القاتل، فالفوضى التي تعيشها البلاد شجعت الكثيرين على قيام مثل تلك المصانع الفاسدة والتي على مرأى السُلطات المختصة ولن يتم كشفها إلا من خلال أناس لهم ضمير حي أمثال الدكتور “نصر الدين شلقامي” وآخرين من أفراد الشرطة الذين تهمهم مصلحة هذا الوطن، إن الدور الذي تلعبه حماية المستهلك في الرقابة اللصيقة في المجتمع دور عظيم، ولكن تحتاج إلى جهود جبارة حتى يقتنع المجتمع بالعمل الذي تقوم به، فحماية المستهلك حاولت أن تحارب الغلاء وارتفاع الأسعار خاصة في اللحوم بمختلف أصنافها وأنواعها ولكن لم تجد من يقف إلى جانبها حتى تجبر التجار على التراجع عن الأسعار التي يعلنونها، فالمواطن أحياناً سلبي في مواقفه مع تلك الجهة فإذا صبر مع حماية المستهلك لمدة أسبوع أو حتى شهر ولم يتناول اللحمة أو الفول أو أي صنف ارتفع سعره بصورة مبالغة، فالتجار مجبرون أن يخفضوا الأسعار، ولكن أن تبدأ الحملة يوم أو يومين بالتأكيد للتجار من الحيل التي يمكن من خلالها تعويض خسارتهم في هذا اليوم أو الأسبوع، ولكن إذا استمرت المقاطعة لفترة طويلة من الزمن فلن يستمروا في الخسارة سيبيعون ما لديهم ولو بخسارة قليلة، لذا لابد أن تكون للمواطن مواقف تصب في النهاية في مصلحة الجميع فالمصنع الذي تم كشفه من قبل حماية المستهلك بالتنسيق مع قوات الشرطة بالتأكيد سيخيف الآخرين وكل من له مصنع عشوائي مستحضرات تجميل أو زيوت أو غيرها من المصانع التي تحقق أرباحاً طائلة لأصحابها ولكن ضررها على المواطن أكثر من نفعها.