لا أحد بالطبع سيلوم حكومة دكتور “حمدوك” على عجزها عن مجابهة تحدٍّ كبير مثل فيروس كورونا.. أو (كوفيد ١٩) ..ليست حكومتنا الرشيدة في وضع يسمح لها بمجابهة فيروس أخاف الصين.. وروع التنين.. وجعل “ترامب” مثل فأر مذعور.. إن حكومتنا تحمد ربها، سقطت في امتحان الوقود والخبز والمواصلات.. ولذلك لا أحد سيلومها على عدم قدرتها على مجابهة تداعيات (كوفيد ١٩) العابر للقارات.. فالدول الكبرى أعدت للأمر عدته، وتسلحت لكورونا بمليارات الدولارات.. فيما فشلنا نحن في توفير بضعة ملايين لشراء الوقود.. لن يلوم “حمدوك” أحد إذا أعلن عجزه عن توفير الدواء.. أو إذا دخلت الكمامات الطبية للسوق السوداء، أو إذا انعدم الأوكسجين المنقذ للحياة، أسوة بغاز الطبخ الذي خرج ولم يعد، ولن يلوم أحد الدكتور “أكرم” إذا صارت حبة (البندول) أغلى من حبة (الترامادول).. أو إذا دخلت صفوف الصيدليات في سباق مع صفوف المخابز..
لكن سيلوم الشعب “حمدوك” الحاصل على الدكتوراة في الاقتصاد الزراعي وليس الطب، وسيلوم وزير صحته، الذي نال وجبة ممتازة من الإهانات في وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي.. فقد تفتق بحديثه عن قدرته على هزيمة (كورونا) أسوة بنظام “البشير” عن عقلية ناشط على ترس، وليس وزيراً على ثغرة صحية خطيرة.. إن “حمدوك” سيكون ملوماً إذا مضى على خطى الدكتور “أكرم” يتحدث في قضايا الصحة، بعقلية النشطاء وتحت عنوان (اصحَ يا ترس) .. لقد كان حرياً بـ”حمدوك” أن يشكل خلية أزمة في حكومته، تكون تحت إشرافه المباشر.. مؤلفة من جهات كثيرة، تشمل الجيش والشرطة والمخابرات والصحة والطيران المدني والموانئ والمعابر وغيرها.. لعله يوقظ (قحت) من سباتها، ويعيد لبعض القلوب ثباتها، ويحيي ما بقي لـ”حمدوك” من ود عند مناصريه.. إن الوقاية خير من العلاج.. والوقاية تبدأ بدعاية.. وعند حكومة (قحت) مسؤول كبير للدعاية، هو سعادة السفير، ووكيل أول وزارة الإعلام، والمدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون.. وهذه الأجهزة ليست مخصصة حصرياً لآية الله العظمي د. “القراي”، ولا لمؤتمر إذاعي ضيفه “ساطع الحاج”.. فالوقاية خير من العلاج..ارحمونا من ابتساماتكم مع ضيف من الخارج.. أو مع مكون عسكري من الداخل.. لماذا لم توجهوا وسائل إعلامكم لنشر ثقافة صحية ضد (كورونا).. ووسائل انتقاله أو طرق الاحتراز منه.. أم أن حكومة الموظفين الأمميين تريد لـ(كورونا) أن يضرب زقلونا، ويصل لا – سمح الله – مرحلة الخروج عن السيطرة .. ليتم استدعاء الأمم المتحدة للتدخل، مع منظمة الصحة العالمية، تحت بند كوفيد (١٩) الجديد؟ .. ويا بختهم تفوت بعثة (يوناميد).. فتجئ اليهم بعثة (كوفيد)..!!