إن المحاولة التي تعرض لها رئيس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك” أمس الأول، لو تعرض لها أي قائد عربى لامتلأت السجون بالعديد من المشتبه فيهم، إن المثالية التي يتعامل بها رئيس الوزراء وكل طاقم الحكومة الانتقالية لن تقدم البلاد، ولن يتركوا ليحكموا طالما هناك تربص وتساهل من قبل الحاكمين، إن الذي جرى لرئيس الوزراء أمر لا يشبه أهل السودان، حتى المعارضة السودانية طوال عهودها الماضية لم نسمع أن تعرض أحد لمثل الذي تعرض له رئيس الوزراء “حمدوك”، إذ إن الذي جرى ما هو إلا ترتيب دقيق من قبل أعداء السودان أولاً، قبل أن يكونوا أعداءً لرئيس الوزراء، إذا عدنا إلى المحاولة التي تعرض لها الرئيس “رجب طيب أردوغان” الفترة الماضية، نجد أنه استطاع أن يعيد حكمه فى لحظات، بل عمل على تصفية كل خصومه في الجيش والشرطة، وفي مؤسسات الدولة المختلفة، بينما نحن نتعامل بتلك الشفافية والأريحية التى لم يتعامل بها أي رئيس دولة فى العالم، مما جعل المعارضين من النظام السابق للحكومة الانتقالية يصفون بأن الذي جرى ما هو إلا تمثيلية قام بها البعض لاستعادة شعبية “حمدوك” عند الجماهير، نظراً للأزمات التي تتعرض لها البلاد. إن تساهل رئيس الوزراء والحكومة الحالية سيجعل المتربصين بالوطن يقومون بالمحاولة مرة ثانية، فإذا فشلت الأولى فلن تفشل الثانية، لذا يجب أن يتعامل رئيس الوزراء بالجدية والحسم والحزم اللازمين قبل أن تفلت الأمور من بين يديه، وأخيراً يقول يا حسرة فإننى ضيعت نفسى والبلاد. إن الذي جرى أمس الأول ما هو إلا محاولة، ويعرف الجميع من هم أعداء السودان، خاصة أن الحكومة الانتقالية فتحت العديد من الملفات التي يمكن أن تشجع الطامعين في استهداف البلاد، والعباد، إن الجماعات المتطرفة التي لا ترغب في أي تقارب بين السودان ودولة إسرائيل ربما تكون واحدة من تلك الأسباب التي يستهدف بها السودان، وتلك المحاولة ما هي إلا عملية تخويفية للتراجع عن التطبيع مع إسرائيل. إن الإسلام دين الرحمة والسماحة والعدل، فلم يعط أي شخص الحق في قتل المسلمين أو حتى أعداء الإسلام، بل يحثنا على العدل بين الناس، والأحاديث تقول (لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم) فلا أدرى لماذا لا يقرأ هؤلاء القرآن صحيحاً، ولماذا لم يتبعوا هداه؟، فالذين يحملون الأموال الطائلة لتنفيذ عمليات الاغتيال وتدمير البلاد والعباد، يجب أن يوظوفوا تلك الأموال في مساعدة الفقراء والمساكين، بدلاً من تلك الحالات التي تسيء إلى الإسلام والمسلمين، فالإسلام الآن مستهدف فيجب ألا نعطى فرصة لتدمير هذا الدين، فالجماعات الإسلامية يجب أن يعملوا على رفعة الدين بدلاً من هدمه، فالتطرف والتشنج موجود للذين لم يقرأوا القرآن قراءة صحيحة، فالمحاولات التي تعرض لها الحكام في الوطن العربي أو الآسيوي تساق الاتهامات فيها إلى الجماعات الدينية، إن الذي حدث قبل يومين لرئيس الوزراء السوداني لم يخرج الاتهام فيه عن الجماعات الدينية، فالذي حدث وعملية التفجير لم يعرفها أهل السودان، بل عرفت من قبل الجماعات الدينية التي تعمل على التفجير والقتل في سوريا والعراق، وفي مصر وفي كثير من دول العالم حتى الدول الأوربية التي جرت فيها محاولات الاغتيال تصوب أولاً أصابع الاتهام أول ما تصوب إلى الإسلام والمسلمين، لذلك يجب على تلك الجماعات أن تدرس القرآن دراسة متأنية خدمة للإسلام والمسلمين، حتى لا يوضع الإسلام والمسلمون في دائرة الاتهام، فرئيس الوزراء “عبد الله حمدوك” الذي كتب الله له النجاة يجب أن يبتعد من تلك المثالية وأن يحكم قبضته لتخرج البلاد من هذا النفق المظلم.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق