مسألة مستعجلة - نجل الدين ادم

دوامة أمريكا ومقدرات (حميدتي)

نجل الدين آدم

طالعت أمس، تصريح المسؤول السابق بالبيت الأبيض الأمريكي “هيدسون كاميرون”، المنتشر في الوسائط الإعلامية بكثافة، عن أن إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تحتاج لعاملين، ورغم أن الحديث محبط ولكن للأمانة لم يساورني شك بأن الرجل صادق فيما يقول، خصوصاً وهو خابر لدروب وكواليس الإدارة الأمريكية إبان عمله في البيت الأبيض.
صدقية توقعات المسؤول الأمريكي يؤكدها واقع الحال وكلنا يتذكر القرار الشهير للرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” في 2017 وهو يودع البيت الأبيض يرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان 2017، ثلاث سنوات مضت على قرار رفع الإدارة الأمريكية العقوبات، ولكن عملياً ظل الوضع كما هو عليه، دول الخليج لم تجرأ على تفعيل القرار مع السودان اللهم إلا في إطار التعامل غير المباشر، أصدرت القرار بشأن التحويلات المصرفية من الخارج، كبرنا وقتها وهللنا بأن نتائج إيجابية تنتظرنا، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ترسم على أشياء أخرى، فلم تمنح الإذن للدول المختلفة لكي تشرع في التعاملات المصرفية مباشرة مع السودان، ثلاث سنوات من عمر القرار ولكن واقع الحال انه لم يحدث أي تغيير، قبل يومين أعلنت أمريكا السماح بالتحويلات المصرفية بين السودان والدول الأخرى، وجاء صدى القرار كأنما هو جديد، ولكنه ذات القرار، لذلك أجد نفسي غير متفائل بالوعود الأمريكية التي اعتادت أن ترحل فيها قراراتها للحصول على المزيد من التنازلات، علينا أن نكون واقعيين ولا نرسم الآمال على قرارات لاحقة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب طالما أن هناك براح مجال يمكن أن نعمل من خلاله.
أمريكا لا تكفيها قائمة الشروط الأربعة التي حددتها من قبل وألحقتها بشرطين آخرين لحق، فأصبحت ستة شروط لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، ستتوالى الشروط علينا ونحن في محطة الانتظار.
مسألة ثانية: أخيراً وبطريقة غير مباشرة اعترفت الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية “قوى الحرية والتغيير”، بجهد ومقدرات نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول “محمد حمدان دقلو” في التعامل مع الأزمات التي هدت بدن الحكومة، وذلك بتوافقها خلال الاجتماع الثلاثي للمجلس وقوى الحرية والتغيير على اختيار الرجل ليكون رئيساً للجنة الاقتصادية الطارئة للمعالجات، وعضوية عدد من الوزراء، والرجل من قبل قالها واضحة إن الحكومة بمكونها السياسي ترفض أن تقدم لها المساعدة في معالجة الأزمات المتلاحقة، ولكن يبدو أن الأزمات حاصرتها من جميع الاتجاهات فلم تجد من بد إلا الاستعانة بالرجل. (حميدتي) صاحب علاقات جيدة ورؤية ثاقبة في التعاطي مع المشكلات، لذلك أتوقع أن ينجح في هذه المهمة، حينها هل سيعترفون صراحة بجهده.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية