بينما يمضي الوقت - أمل أبوالقاسم

قواتنا الأمنية تزداد رفعة ومنعة

أمل أبوالقاسم

صحيح أنها ليست المرة الأولى التي تخرج فيها القوات المسلحة أو الدعم السريع دفعات لضباط نالوا تدريباً عسكرياً على كافة المستويات في المؤسسة العسكرية، لكن بالنسبة لي المرة الأولى التي أشهد فيها هكذا تخريج وقد كان لضباط قوات الدعم السريع الدفعة الثامنة والذي احتضنه استاد الكلية الحربية شمال أم درمان وقد أمه إلى جانب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان”، نائبه برئاسة مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول ” محمد حمدان دقلو” ، إلى جانب وزير الدفاع، ورئيس الوزراء، والي الخرطوم، مدير جهاز المخابرات، وزير الداخلية،وزير ديوان الحكم الاتحادي وآخرون. وللحق دقة التنظيم وقد اصطف المتخرجون في صفوف مرتبة شكلت حين تنظر إليها من عل لوحة سيريالية رائعة، زادتها روعة حسية مرور مجموعة التفتيش (البرهان، حميدتي، جمال عمر) على سطح العربة المكشوفة المخصصة لذلك وقد شيعتها زغاريد أمهات الخريجين وأسرهم فبثت الحماس وألهبته لدى الجميع الأمر الذي دفع بالقشعريرة لتتلبس بدني وأكاد أجزم أنه الإحساس نفسه الذي لازم الجميع. وللحق أيضاً فقد اطمأن قلبي وهناك دفعة قوامها عشرات الآلاف قد تخرجت بعد تدريب امتد لسنة ونيف خضعت من خلاله لكل أنواع التدريب الجسماني والميداني وكيفية استخدام الأسلحة المتطورة بما فيها مضادات الطيران، وقد استعرضت كل ذلك فعلياً خلال الكرنفال سواء كانت التدريبات الجسمانية التي تُعنى بصحة اللياقة، أو استعراض سيارات الدعم السريع التي تحمل على متنها كل أنواع الأسلحة والمعدات وملحق بها سيارات إسعاف وغرف عمليات إنعاش، وإنعاش قلب، وعناية مركزة. وهذه الدفعة تحديداً دون الدفعات التي تخرجت باكورتها العام 2013م تميزت بأن شروط القبول إليها ركزت على المستويات التعليمية العالية من حملة الشهادة الجامعية وما فوق الشهادة السودانية إلى جانب الخبرات المهنية المختلفة من كل ولايات السودان. وربما هذا التميز وهذا النوع من التخريج تحت مظلة القوات المسلحة يسد باب السخرية والتقليل من شأن قوات الدعم السريع ونعتها بـ(الجنجويد) وغيره من النعوت المسيئة لها. قلت اطمأن قلبي لأنه ورغم قومية المكون العسكري لكن ومن خلال استعراض اللعبات والرقصات الشعبية التي صاحبت البرنامج، فضلاً عن الوجبات والسحنات لاحظت أن ثمة ثقل لأهلنا بغرب السودان دارفور، وكردفان، وكذا النيل الأزرق ما يعني أن لا مكان كبير أو مساحة للحركات المسلحة وجنودها قياساً بحجم وعدة وعتاد القوات المسلحة وقوات الدعم السريع اللتين تغلبان عليها. كذلك طاف بمخيلتي سؤال لرئيس الوزراء الذي وفي لفتة بارعة كان حاضراً للفعالية هل ما زلت وبعد أن شاهدت كل هذا الترتيب والثقل الحربي تفكر في تغيير عقيدة الجيش أو تكوينه؟ وهل ما زلت عند دعوتك لخبراء ألمانيين لتدريب الجيوش السودانية أو تفكيكها؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية