بينما يمضي الوقت - أمل أبوالقاسم

أمل أبو القاسم تكتب.. الصعود إلى قمة الهبوط

في الوقت الذي تنساق فيه البلاد واقتصادها نحو الهاوية بشهادة أهلها أنفسهم وممن انحاز كليا للثورة وشارك فيها فعليا، وأصحاب الشأن من شركاء الحكم والرأى النافذ. في الوقت نفسه وبدلاً من وضع خطط عاجلة لإنقاذ الوضع المازوم نجد أن التجاذبات السياسية والتخوين والمغالطات والمحاصصة والتمكين لم تبارح مكانها للحد الذي بدأت فيه دعوات مرتعدة للنزوع نحو تصحيح مسار الثورة قبيل أن ينقض عليها العسكر رغما عن قولهم بل إثباتهم دوما انهم سيظلون يحمون الفترة الإنتقالية وان الإنقلابات العسكرية على مر التاريخ إنما تقوم بها فئة معينة مسنودة بجهة سياسية وبدورهم ظلوا يقطعون الطريق على هكذا محاولات حتى خلال هذه الفترة، وبالرغم من أنهم يوافقون ويقررون ويوقعون على كل ما من شأنه خدمة البلاد وما يقود إلى مرور الفترة بسلام وهدوء للحد الذي وصفوا فيه بخنوعهم وضعفهم أمام المدنيين، وبالمقابل تعتقد (قحت) ومن لف لفها أن العسكر ينفردون بالسلطة ويستأثرون بالرأي أمام المدنيين وهكذا دواليك من مغالطات لن تورد الفترة الإنتقالية سواء موارد الهلاك في وقت هي أكثر ما يكون حاجة للتوافق والتماسك وكلاهما مسؤول من الوضع الكارثي الحالي أمام الشعب، وأكد ذلك حديث عضو السيادي الفريق أول ركن “شمس الدين الكباشي” بأم درمان ثالث أيام العيد وهو يتحدث عن الظرف الإقتصادي ويعقبه بـ(بقينا نخجل نقول مسؤولين)، فضلاً عن تصريحات نائب رئيس السيادي الفريق أول “حميدتي”، النارية التي يطلقها بين فينة وأخرى وهو نقد ذاتي مطلوب تمنينا أن يخرج به علينا السيد رئيس الوزراء بدلا من التخدير بعبارات أصبحت محل سخط وتندر (سنعبر وننتصر) ولا ضير من ذلك أن كان هنالك ما يدفع بهذه الأمنيات ولكن الواقع والحاضر أكثر انباءا من القادم.
ووفقا للوضع الماثل وخطورته أجمع خبراء إقتصاديون على أن حكومة د. “حمدوك” والحاضنة السياسية منذ الإطاحة بالبشير أبريل 2019 فشلوا في طرح برنامج تنموي متوازن لوقف التضخم المتصاعد وقلق الأجيال وتمخض مشاكل إجتماعية جراء ذلك سيما وان المؤشرات تؤكد أن أكثر من 56% يعيشون تحت خط الفقر حسب تقرير برنامج الغذاء العالمي.
(2)
إستهداف آخر ومن نوع جديد يوجه نحو القوات المسلحة بشقيها متخذين أحداث الشرق مطية لتنفيذه، وذلك على خلفية ما تناقلته بعض الصحف من ضبطها ــ اي القوات المسلحة ــ لمهمات عسكرية تتبع للجيش، وشارات للدفاع الشعبي، والشرطة الشعبية في المدينة، فضلا عن هويات أجنبية ومشاركين في الأحداث نفسها. أيضا وبحسب مصادر لـ(الراكوبة) ان الشخص الأجنبي ضمن المتفلتين كان قد أطلق النار على عربة دفع رباعي تتبع لقوات الدعم السريع ولعل كل ذلك من قبيل نزع الثقة بين القوات وأهالي المدن التي علقت عليهم الآمال، كذلك للزج بكل القوات في هذه الأحداث بطريقة خبيثة تنزع للفتنة، لكن على أهل الشرق ضرورة تفويت الفرصة على من يفتك بأمنهم ويستهدف مواردهم عن طريق زرع الفتن ليس بينهم كقبائل وأهل بل بينهم والأجهزة الأمنية وإستخدامهم كمخلب قط أو فتيل أزمة وأدوات روافع لمخططاتهم المشبوهة في تقسيم البلاد وتدميرها.
فيا أبناء بلادي وأجهزتنا الأمنية بلادنا في مفترق طرق بل تنحدر وعلى كل الصعد نحو الهاوية ولابد من التعاضد والثقة لإنقاذ الوطن من القادم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية