أمل أبوالقاسم تكتب.. من معرض الصناعات الدفاعية
الزيارة التي قام بها وفد من مجلس الحرية والتغيير إلى جانب وزير التعليم العالي والبحث العلمي رفقة رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن “محمد عثمان الحسين” لمعرض الصناعات الدفاعية المقام ضمن إحتفالات القوات المسلحة بعيدها السادس والستون تبين التناغم بين شريكي الحكومة، إذ يعضد ذلك تغزلهم في القوات وإعترافهم بدورها في حماية الثورة وإبداء دعمهم لها، كيف لا وهي في المقام الأول قوات الشعب أجمع بلا إستثناء، وكفى من ذلك حديث حديث وزير شئون مجلس الوزراء السفير “عمر بشير مانيس” إن القوات المسلحة السودانية واحدة من معززات الوحدة الوطنية السودانية من خلال تمثيلها للتنوع السوداني بإثنياته المتعددة. بيد أن حديثه عن أن ثورة ديسمبر أنشأت علاقة تلاحم قوية معها، فضلا عن أشادته بإنجازاتها في توطين تكنولوجيا الصناعات الدفاعية، مضافا إليه حديث “إبراهيم الشيخ” عن حرص الحرية والتغيير على تعزيز الشراكة مع القوات المسلحة، والإنجازات الكبيرة التي حققتها منظومة الصناعات بأيادي سودانية خالصة ما يشكل دفعة كبيرة في تأهيل القوات المسلحة من خلال المعدات التي تحتاجها، إلى جانب كونها تسهم في توفير عملات صعبة للبلاد. كل ما قال به هؤلاء وغيرهم يبدو كالقشة التي قصمت ظهر البعير وهي تلقم من يعملون على ضرب العلاقة بينهم والعسكر حجرا وتصيبهم في مقتل.
جانب آخر تمخض عن حديثهم وهو إعترافهم بدور منظومة الصناعات الدفاعية في تغذية الإقتصاد ورفده سيما بالعملة الصعبة، أيضا يبين إلمامهم ووضعهم في الصورة ومتابعتهم لكل شاردة وواردة وليس كما يروج عن سيطرة الجيش على عدد مقدر من الشركات ويستقوي بها على المدنيين بل الدعوة الصريحة التي ضمنت لمطالب مليونية (جرد الحساب) بأن تؤول هذه الشركات لمجلس الوزراء.
وإن كان تأريخ هذه المنظومة يعود لعهد الفريق “إبراهيم عبود ” أول من عمل على توطين الصناعات الدفاعية كفكرة عبر مصنع الشجرة العام 1958 إلى ان تم افتتاحه في العام 1960م، إذن كيف ولم خلال كل تلكم المدة لم يجأر أحد بالشكوى أو المطالبة بضمها لأي من الجهات. وإن كان بعض شبابنا الذين تلقنهم وتحركهم وتحرضهم أيدي خفية مكشوفة النوايا يعتقدون أنها صنيعة للكيزان مثلا فاليعودوا القهقرى ويقرأوا تأريخها بل كل تأريخ القوات المسلحة فسيجدون بين السطور بصيص نور.