ولنا رأي

هل يحال الإبداع إلى المعاش؟!

الناس في غفلة، إذا ماتوا انتبهوا، والموظفون في غفلة إذا وصلوا سن الستين أفاقوا. سن المعاش، وبلوغ سن الستين عاماً أصبح من الهواجس التي تؤرق أي موظف دخل هذا العالم أو تلك السن، فأحياناً يكون الموظف منهمكاً في عمله ليل نهار، ملفات وعمل متواصل وسفر واجتماعات إلى أن يصله خطاب يوقظه من تلك الغفلة، معلناً عن دخوله سن المعاش وعليه أن يرتب أموره. في وقت مضى كان الموظف حينما يصل سن المعاش يكون قد رتب حاله تماماً ليست لديه مشكلة في السكن ولا تعليم الأبناء ولا مشكلة في زواج البنات ولذلك لم يكن المعاش بالنسبة له هاجساً بقدر ما يكون راحة من عناء عمل متواصل، ولكن اليوم حينما يجد الخريج وظيفة عمل يكون الفارق لبلوغه سن المعاش قريباً إذ إن العمل أصبح من المشاكل التي تواجه معظم الخريجين، ولذا حاول البعض الهجرة إلى الدول العربية والأوروبية عسى ولعل يستطيع أن يحقق جزءاً من أمانيه وأحلامه. بالأمس علمت أن مجموعة من الإذاعيين وعلى رأسهم الأستاذ المخضرم والإذاعي المبدع “عبد العظيم عوض” نائب مدير الإذاعة قد سلم خطاباً ببلوغه في 18/4/2013م سن المعاش، وعليه أن يبقى بمنزله حتى تلك الفترة. أصبت بحزن شديد بالاستغناء عن خدمات مثل الأستاذ “عبد العظيم عوض” حتى ولو بلغ سن المعاش. الأستاذ “عبد العظيم” ما زال شعلة متقدة من العطاء والعمل والابداع فكيف يتم الاستغناء عن المبدعين وهم في قمة عطائهم وهناك من تجاوزوا تلك السن بعشرات السنين الأخرى لم يتم الاستغناء عنهم. كيف تستغني الدولة عن الخبرات التي صرفت عليها في التأهيل والتدريب داخلياً وخارجياً ليستفيد من تلك الخبرة كرسي القماش إن وجد هذا الكرسي. أو أن تختطفه جهة أخرى وما أكثر تلك الجهات التي تنتظر الخبرات الجاهزة بلا عناء وتعب أو صرف أموال.
لقد كتبنا في فترة سابقة وفي نفس الزاوية على الدولة أن تراجع قوانينها في مثل هذه الحالة خاصة وأن هناك معلمين أيضاً تستفيد الدولة من خبراتهم في تربية النشء ولكن أيضاً يحالون إلى المعاش وهم في قمة عطائهم فتختطفهم المدارس الخاصة وبمبالغ أكثر من التي تدفعها وزارة التربية ولذلك نجحت المدارس الخاصة بخبرة أولئك وتردي مستوى التعليم بالمدارس الحكومية لأنها فقدت الكوادر المؤهلة، وإلى أن يصل المعلمون الجدد مستوى أولئك تكون العملية التعليمية قد غادرت .. وينطبق الحال كذلك على الأطباء الذين تدفع الدولة أموالاً طائلة في تأهيلهم وحينما يصلون المستوى الذي يمكن الدولة من الاستفادة منهم يكونوا قد هاجروا إلى أي دولة عربية أو أوربية، هناك مهن لا يمكن الاستغناء عنها ولا يمكن أن يحال الشخص فيها للمعاش كأساتذة الجامعات والأطباء والصيادلة والمهندسين والإعلاميين بمعنى أن كل المبدعين لا يمكن أن يحالوا للمعاش فكلما ازدادت خبرتهم قلَّت فرص الاستغناء عنهم.. لذا نطالب من المسؤولين في مجلس الوزراء أو في رئاسة الجمهورية أن يدرسوا هذا الموضوع لمصلحة الوطن والدولة التي تصرف على أبنائها ثم تستغني عنهم.. فإذا نظرنا إلى الصحفيين أو الإذاعيين أو العاملين بالفضائيات المصرية فهؤلاء لا تستغني الدولة عنهم أبداً بل تهيئ لهم لمزيد من العطاء فهل تفعل دولتنا .
آخر همسة:
اتصل علي أحد المواطنين يشكو من دلالة العربات قرب فندق المريديان سابقاً ويشكو من تلوث البيئة غسيل العربات وقضاء الحاجة وغيرها من المثالب نرفع الشكوى لمعتمد الخرطوم فهل يحل المشكلة من أجل المظهر العام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية