توقعات في دفتر السلام
في لقائه مع صحيفة (الفجر الجديد) أكد “شيبة ضرار” رئيس أقوى أحزاب جبهة الشرق (مؤتمر البجا القومي) تأييده لمباحثات مسار الشرق وترحيبه بأي مخرجات تأتي عبر المسار بمفاوضات السلام بجوبا، وإنه بات يؤيد منبر جوبا على الرغم من عدم قبوله به سابقاً ورفضه الجلوس في التفاوض من أجل السلام . تصريح أثار دهشة الجميع لما عرف عن القائد رئيس مؤتمر البجا القومي الشهير بـ”شيبة ضرار” من اعتداد بالشخصية جعله عصيا على المساومات السياسية بصورة دفعت خصومه ووصفه بـ(المزعج) أو (خميرة العكننة) ضمن التنافس السياسي بين مكونات الشرق، إلا أنه يقول عن نفسه إنه صريح وشفاف لهذا دائماً ما يجر إليه غضب السياسيين الآخرين .
ولكن مهما كانت طبيعة شخصية “شيبة ضرار” إلا أن هذا التحول الكبير في مواقف مؤتمر البجا القومي يضع علامة استفهام كبيرة أمام الرجل الذي يميط لثام الدهشة بكل بساطة حينما يقول: كل ما حدث له من تحول نتيجة لقائه بنائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد قوات الدعم السريع رئيس وفد التفاوض القائد “محمد حمدان دقلو” (حميدتي) في منزله مع قيادات ورموز الإدارة الأهلية بالشرق. وإن اللقاء كان بداية لتغيير قناعات الرجل لما اكتشفه فيه من صدق وحرص على المصلحة العامة وعزيمة على تحقيق السلام وإنجاح المرحلة الانتقالية.
وأعلن في حواره: (أنا رئيس مؤتمر البجا القومي ورئيس منظمة شباب للتنمية والخدمات ورئيس تحالف أحزاب حركات شرق السودان أعلن انضمامي للدعم السريع) وبعيداً عن ما دار من لغط حول تفاوض منبر الشرق فإن القائد “حميدتي” حظي بقبول كبير في موضوع ملف السلام الذي احتضنته جوبا من قبل المفاوضين سيما الثورية، ما أسهم في إحراز تقدم رغماً عن العثرات التي واجهت الأمر، وفي هذا الصدد قال رئيس دولة جنوب السودان “سلفا كير ميارديت” إن النائب الأول لرئيس مجلس السيادة أعظم من “نيلسون مانديلا” في نظر الكثيرين، وقال إنه أخ وصديق محارب وزعيم مرموق، وأضاف إن نصيحة “حميدتي” له جعلته ينسى كل آلام الماضي وتقديم التنازلات لإكمال عملية السلام، هذا إلى جانب إجماع قادة الحركات على شخصية الرجل، واعتقد أن ليس بعد إشادة “عبد الواحد محمد نور” شيء، فضلاً عن إشادة “مناوي” و”الحلو”، قلت قولي هذا بعيداً عن حديث “التعايشي” من أنهم فشلوا في التوصل لاتفاق مع الثورية، وسيتم تكليف ولاة مدنيين قبل الوصول لاتفاق سلام، قلته لأجل جهود “حميدتي” وقد تفرغ للمهمة وإن طال سفرها وقد أصبح هذا الملف حلماً وأمنية وفي تداعياته الكثير من الحلول على كافة الصعد.