عز الكلام

ما الذي تغير؟

أم وضاح

واحد من أكبر الأخطاء التي وقع فيها الرئيس السابق “عمر البشير” في السنوات الأخيرة لحكمه، أنه ظل يمثل الحماية والدرقة لكثير من الفاشلين والعاجزين والفاسدين، وهؤلاء جميعاً تواروا عن المشهد ولم ينفعوه وقت الحساب، فالرئيس السابق غض طرفه تماماً عن مسؤولين فضحتهم سياساتهم وحصادهم المر، وظل مصراً عليهم ينقلهم من منصب إلى منصب، وفي كل مرة يسجلون فشلاً أكبر، والبقنع من خيراً فيه، يذهب به إلى الخارجية سفيراً أو ملحقاً، وكأنها وزارة الترضيات والمجاملات وجبر الخواطر، وحتى آخر تشكيل وزاري لحكومة ما قبل الثورة، كلف الرجل أسماء كانت بمثابة مفاجأة للشارع السوداني، لأن رائحة المجاملة فيها أزكمت الأنوف، ووضح تماماً أنه أصبح متخبطاً وديكتاتوراً وفرعوناً كاد أن يقول أنا ربكم الأعلى، والآن للأسف الشديد، يصر الدكتور “حمدوك” رئيس مجلس الوزراء، أن يرتكب ذات الخطأ ويصم أذنه تماماً عن نبض الشارع ولا يسمع إلا أصوات من حوله من المقربين المادحين المصفقين المهللين، وهي ذات الشلة التي كانت في كل زمان ومكان، سبب فشل الحكام وكراهية الشعوب لهم، والسيد “حمدوك” يرتكب أيضاً ذات الخطأ وهو يغض الطرف عن فشل حكومته ووزرائها، ويصر على أن يظلوا في مناصبهم رغم أن بقاءهم تكلفته عالية وفاتورته باهظة الثمن، ولو كنت مكان الرجل الذي تعلقت عليه الآمال ونال أعلى وأكبر تريند في العالم بهشتاق شكراً “حمدوك”، لو كنت مكانه لقلت يا روح ما بعدك روح، وأقلت هؤلاء الفاشلين لتتحول حكومته النائمة إلى خلية نحل ومرجل يغلي، وكدي ليسأل “حمدوك” نفسه شنو الإتغير منذ أن تولى السلطة؟.. شنو هي مؤشرات النجاح أنه يسير في الطريق؟
شنو الملفات المهمة والعاجلة على كل المستويات التي تم إنجازها؟.. الإجابة لا شيء، السؤال المهم والملح والضروري لماذا تسارع حكومة “حمدوك” الخطى وتنجز الملفات ذات الصلة بالإقصاء والانتقام حتى لو كان بلا أسانيد قانونية ولا مرجعيات عدلية وهي تفصل موظفين سودانيين بالجملة لأنهم ينتمون للنظام السابق حتى لو كانت ملفاتهم خالية من الجرائم والتجاوزات، وكأن الحكومة تعيد ذات الخطأ الذي وقعت فيه الإنقاذ بتمكين ناسها ونبقى ما عملنا حاجة، لأننا استبدلنا ظلماً بظلم، وتمكيناً بتمكين، وإقصاءً بإقصاء، ليه الحكومة سريعة وجادة في تفصيل القوانين التي تحقق كل مظاهر الانتقام تجاه خصومها حتى لو كان ذلك من غير بينات وشهود ودليل، وعاجزة أن تحمي القوانين التي تدفع عن مواطنها ظلم الجشع والاحتكار وتنمر التجار؟.. ليه الحكومة جادة وسريعة في أن تعيد للمحسوبين عليها حقهم في الوظائف والترقيات والتعويضات، وعاجزة ومتراخية في أن ترفع غبن السنوات عن كثير من المطحونين والمظلومين؟.. لماذا تصر يا سيدي وأنت تحكم ملايين السودانيين المسلمين بالفطرة وهو ليس إسلاماً سياسياً له علاقة بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وهؤلاء هم وأبناؤهم الذين اسقطوا الإنقاذ وتظاهروا ضدها واعتصموا أمام القيادة الأيام الطويلة، لماذا تصر على أن تتبنى خطاً معادياً للشريعة ولقوانينها السمحة وهو خط واتجاه يدفعك إليه قلة لن ينفعوك يوم أن تقف أمام المولى عز وجل يسألك وأنت تجيب.
الدايرة أقوله إنه ليس هناك سوداني واحد سيكون سعيداً ومبسوطاً إن فشلت الحكومة الانتقالية ومضت الثلاث سنوات ونحن داخل هذه الحفرة، وليس هناك سوداني واحد سيكون سعيداً إن مرت هذه الثلاث سنوات عجافاً ويتحول شعبنا إلى فئران تجارب لوزراء عاجزين فاشلين صحوا من نومهم ولقوا كومهم لا يحملون برنامجاً ولا رؤية ولا خارطة طريق، فاسمعها منا أخي “حمدوك” وقد رفض أن يسمعها من سبقك، وها هو الآن في خلف القضبان يردد يا ريت ويا ريت.
} كلمة عزيزة
يستحق وفد مجلس السيادة الإشادة لإصراره على التفاوض في ملف السلام رغم أنه واحد من أصعب الملفات وأكثرها تعقيداً والإصرار على الفعل في حد ذاته درجة من درجات النجاح، وهذا الملف تحديداً يحتاج إلى إرادة ونوايا حسنة وقناعات حقيقية وصادقة تجاه قضايا هذا الشعب، وأنها لن تحل بالكامل ما لم يكتمل السلام ويقفل باب الحرب نهائياً.
} كلمة أعز
في مؤتمره الصحفي المشترك مع الرئيس الألماني، قال رئيس الوزراء “عبد الله حمدوك” إنه ليس أمام السودان إلا طريقان، أن نعبر وننجح أو نعبر وننجح، وهذا حديث رائع وداعم، فقط يحتاج إلى من يعينك ويعيننا عليه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية