في كثير من بلدان العالم التي جرى فيها التغيير بالانقلاب أو غير ذلك كان اهتمام الثورة معش الناس الذي قامت من أجله تلك الثورة، ولكن في العالم العربي والأفريقي دائماً القادة بنظروا إلى أنفسهم قبل كل شيء بالأمس قرأت أن الفريق أول “البرهان” أصدر قرارات بترقية أعضاء في مجلس السيادة، فقد تمت ترقية الكباشي إلى رتبة الفريق أول، وعدد آخر من أعضاء المجلس كما تمت ترقية البرهان إلى رتبة المشير، فالحكومة مشغولة بأمورها الخاصة بينما أمور العامة ومعاش الناس يأتي في الدرجة الثانية أو الثالثة من أولويات تلك الحكومة، فالترقيات التي تمت لأعضاء مجلس السيادة، ده ما وقتها حتى لو أولئك الأعضاء يستحقونها، فأعضاء المجلس كانوا وقوداً لهذه الثورة، فما الذي يضيرهم لو لم تتم ترقيتهم أم أن القصة (تصليح) المعاش في الفترة القادمة، الرئيس “معمر القذافي” منذ أن تولى قيادة الثورة في ليبيا لم يعمل على ترقية نفسه، فظل العقيد حتى قامت الثورة ضده فمات عقيداً، والرئيس اليمني “علي عبد الله صالح” الذي كان يطلق عليه الرئيس “السادات” لقب الشاويش مات ولم يعمل على ترقية نفسه، إن الحكومات التي تأتي في السودان دائماً تنظر إلى نفسها، بينما الشعب المطحون يظل في مكانه، إن ثورة ديسمبر كانت أملاً لكل الشعب لإنقاذه من الضنك والتعب والمشقة التي عانى منها طوال فترة الإنقاذ، ولكن للأسف حتى الآن الحكومة لم تقدم حاجة إذا رحلت يبكي عليها الشعب، إن الحديث المتداول أن الحكومة ورثت خزينة فاضية، وإن فترة ثلاثين عاماً لا يمكن أن تحل في خمسة أشهر، طيب ورونا حاجة واحدة نضعها في حسناتكم يا حكومة، هل الترقيات التي تمت إلى هؤلاء الأعضاء من المهام التي تعجب الشعب؟ بالتأكيد هذه مصالح والكل يبحث عن مصالحه الخاصة.. الفريق “البرهان” ورئيس الوزراء “حمدوك” الكل علق عليهم آمالاً عراضاً لإنقاذ هذا الشعب، لكن للأسف لا فرق بين هذه الحكومة والإنقاذ التي أدعت حينما جاءت بأنها جاءت لإنقاذ هذا الشعب، ولكن تأكد لنا بعد ذلك أن أي حكومة تأتي لإنقاذ نفسها وتدفن الباقين، لقد تعب الشعب ولكن ليس باليد حيلة ليعملها، إذا سألت أي تاجر عن السبب الأساسي لتلك الزيادات، إما أن يقول ليك الدولار زايد، وإما أن يتلعثم في الإجابة لأنه عاجز عن الإجابة الحقيقية، بالأمس كتبنا عن الزيادات في أسعار السكر حتى مصنع كنانة الذي ظللنا نعتمد عليه في تخفيض الأسعار عند بداية الموسم فاجأنا هذا العام بزيادة غير متوقعة ومبررات لا تدخل العقل، لذا فإن هذه الحكومة لا نتوقع أن تقدم لهذا الشعب شيئا خلال فترة الثلاث سنوات من عمرها أو التسعة وثلاثين شهراً، فالحكومة لم تضع أولويات مهامها مما جعلها في نظر الشعب حكومة فاشلة ولو منحت ثلاث سنوات أخرى لن تحقق ما يريد هذا المواطن، إذا كان “البرهان والكباشي” وغيرهم من أعضاء المجلس الموقر ينظرون إلى أنفسهم قبل هذا الشعب، الأنانية بائنة من أول يوم في هذه الحكومة، فهل خرج “البرهان” ودخل الأسواق ليرى الانفلات الموجود؟ وهل ذهب “البرهان” إلى الأحياء الطرفية (فشاف) الناس كيف (عايشة)؟ هل ذهب البرهان إلى ميدان جاكسون بالليل أو بالنهار قبل أن يصدق على تلك الترقيات له أو لأعضاء مجلسه الموقر هل شاف المعاناة التي يعانيها الشعب في بند واحد فقط المواصلات؟ ناهيك عن العلاج الذي هزم الأسر الكبيرة قبل الصغيرة، يا سيادة الرئيس “البرهان” أنظر إلى أولويات الشعب، وأترك الصغائر حتى ولو كانت تلك الترقيات التي يستفيد منها القلة من مجلسك الموقر.