عز الكلام

البربي عفريت يطلعله

ام وضاح

ليس لطيفا ولا كريماً على الإطلاق أسلوب الحوار الذي أدرت به إحدى الشابات قضيتها مع المحامي الكبير والمخضرم “نبيل أديب” رئيس لجنة التحقيق في فض الاعتصام، والشابة التي ظهرت في فيديو على الوسائط حتى لو أنها صاحبة رؤية أو رأي أو لها وجهة نظر، ما كان ينبغي أن تكون بمثل هذا السفوى والتعدي علي حرمة السن، والأستاذ “أديب” بالتأكيد في عمر جدها، لكن هذا السلوك وهذا الأسلوب أصبح للأسف في الفترة الأخيرة هو القاعدة، وغيره شاذاً، مع أنه المفترض أن يحدث العكس، وأصبح كثير من الشباب يتعاملون بعدم ذوق واحترام مع مخالفيهم في الرأي، ويمارسون نوعاً من التشدد الفكري والتعدي اللفظي، ما كان سائداً في بلادنا بهذا الشكل القبيح، ودعوني أقول إنني ظلت دائماً معجبة بالدراما المصرية التي وعلى طول تاريخها صدرت إلينا كثير من الملامح الإنسانية، وقد ظللت أنبه أولادي دائماً ليلاحظوا كيف يتعامل الابن مع والده؟ وكلمة حضرتك لا تفارقه بكل ما فيها من معاني التبجيل والتقدير والاحترام، وكيف أن الأب أو الأم تخاطب ابنها بيا حبيبي بكل ما تحمل من معاني الإنسانية والرحمة وجبر الخواطر، وهي مظاهر نفتقدها في مشهد العلاقات الإنسانية السودانية، ولا نحسن التعبير عنها بما يكفي، لكن كمان الأيام دي زادت الحكاية حبتين، وأصبحت هناك عنجهية وغطرسة وإزالة لكل البديهيات التي يفترض أن تحكم العلاقات الاجتماعية، وترسخ لتراتبية العمر والوظيفة وحتى المكانة الاجتماعية وانفرط العقد تماماً، والنتيجة مثل هذا الأسلوب غير الطيب الذي أدارت به الشابة حوارها الذي لم يجد الرضا، لأنه مخالف للفطرة الإنسانية السليمة في أن يتأدب الشخص في حضرة الكبير ويمنحه ما يستحق من الاحترام والتقدير لكن للأسف، ومنذ نجاح ثورة ديسمبر المباركة، لاحظت أن البعض من الشباب بدأ في فهم سريع ومضطرب لكلمة الحرية، وكأن الحرية تزيل الفوارق والثوابت الدينية أو الإنسانية، ونصبح في حالة سيولة بلا رقيب أو عتيد، وبدلاً من أن تسود دولة القانون والمنطق يحاول البعض تمكين دولة الفوضى واللا قانون، وهذه تبدأ بمثل هذه الملاسنات غير الكريمة التي في ظاهرها إبداء للرأي وفي باطنها انفلات وقلة أدب، وهو سلوك احتفى به وأيده بعض مؤيدي ومناصري (قحت) لأنه كان موجهاً لخصومهم، لكنهم نسوا أنه (البربي العفريت بيطلعله) وها هم يشربون من ذات الكأس الذي أرادوا أن يتجرعه غيرهم.

لذلك لابد من القول إن الثوره ينبغي أن لا تكون فقط ثورة سياسية لأنها براها ما بتسوي حاجة، نحن نحتاج لثورة مفاهيمية وثورة توعية، وهي ثورة يقودها هذا الحيل الذي عليه أن يحافظ على الثوابت التي أرستها أجيال سابقة دفعت فاتورة نضالها السياسي، لكنها لم تخرج من جلباب (السودانوية) بكل أعرافها وأدبياتها وإرثها الجميل.
فيا بتنا منو قال ليك شطارة أن (تتنمري) على رجل في عمر “أديب”؟ ومنو قال لبعض الشباب إنها (فهلوة) وفلاحة أن يفتحوا (زوم) كاميراتهم ليصطادوا المسؤولين في الشارع ويشبعوهم تهكماً وسخرية واستمتاعاً بمحاولات تقليل القيمة التي يتعرضون لها؟ رغم أن أي شخص يمكن أن يقول رأيه وفكرته من غير أن يسئ للآخرين ويتعدى حدوده لتظل الثوابت في محلها، الكبير كبير، والمسؤول مسؤول، والراجل راجل، والمرأة مرأة.
كلمة عزيزة
الحقائق الصادمة التي خرجت إلى العلن تفضح الأرقام الكبيرة لمرتبات وبدل لبس بعض مديري البنوك وشركات التأمين تؤكد مدى الفساد الذي كانت تعيشه هذه البلاد، وكيف أن المواطنين كان يحكمهم قانون (الخيار والفقوس) ياخي موظف يتقاضى بدل لبس (خمسة مليارات جنيه) في العام الواحد في ذمتكم خمسة فوق كم، بتلبسوا من (سان لوران) ولا (كرستيان ديور) ولا (هاني البحيري)؟
كلمه اعز
لم يتقاضَ عدد من منسوبي مفوضية حقوق الإنسان رواتبهم حتى الآن عن شهر يناير، وهؤلاء هم الذين سلموا مذكرة احتجاج لمجلس الوزراء ضد رئيسة المفوضية وسياساتها، فهل تمت معاقبتهم بهذا الأسلوب وتأخير مرتباتهم في هذه الظروف الصعبة؟ فيا الست الرئيسه المتواجدة في الدوحة كدي حققي حقوق موظفيك قبل حقوق الإنسان!.
بالمناسبة مديرة الإدارة القانونية بالمفوضية توعدت بمقاضاة صندوق الإسكان والتعمير ما لم يوقف مشروعه في منطقة أبوسعد.. أختنا المديرة متين كانت المفوضية جهة للتقاضي؟ وإذا كانت كذلك، لماذا لم تقاضِ أحداً بعد تقريرها عن أحداث الأبيض وفض الاعتصام؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية