الطائرة الإسرائيلية
اهتمت معظم صحف الخرطوم الصادرة أمس (الاثنين) بالخبر الذي أوردته صحيفة (بديعوت أحرنوت) الإسرائيلية عن عبور طائرة إسرائيلية خاصة للمجال الجوي السوداني يوم (الخميس) من دولة الكنغو مروراً بجمهورية مصر العربية والسودان.
الخطوة ربما تعد تنزيلاً لمخرجات الاتفاق الذي جرى بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول “عبد الفتاح البرهان” ورئيس دولة الكيان الصهيوني “بنيامين نتنياهو” في “عنتبي” اليوغندية قبل ثلاثة أسابيع، حيث اتفق الرئيسان على عبور الطيران الإسرائيلي للمجال الجوي السوداني، والدفع بعملية التعاون الثنائي، لكن الملفت في الأمر أن كل المعلومات المتعلقة بالاتفاق السري الذي جرى، يتسرب عبر الصحف الإسرائيلية، وكانت تفاصيله تخرج من الجانب الآخر، حيث ابتدر الرئيس الإسرائيلي ذلك عندما أزاح الستار عن اللقاء السري، وتبع ذلك بكشفه التفاصيل التي من بينها الاتفاق على عبور الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي السوداني، في وقت التزمت السلطات السودانية الصمت، إلا من خلال الحوار الأخير لرئيس مجلس السيادة الفريق “البرهان”.
فرغم أن أهمية خبر الأمس واهتمام الصحف السودانية به، إلا أنها تجنبت الخوض في التفاصيل، من واقع أن المعلومات محدودة، وأنه ليست هناك أي معلومات رسمية من السلطات السودانية بشأن هذه الطائرة وكيفية السماح لها، وهذه إشكالية تحسب على الحكومة، وربما ترسل رسالة سالبة مفادها أن السلطات تخشى الخوض في تفاصيل اتفق عليها، وهذه المرة حول ما تم.
استفسارات عديدة يطرحها الشارع السوداني ما بين مصدق وغير مصدق بشأن عبور الطائرة الإسرائيلية للأجواء السودانية.
كان بالأحرى أن تكون هناك شفافية من الحكومة السودانية، في التعاطي مع الملف لأنه ليس هناك ما يستحق الإخفاء، من المؤسف أن نستقي المعلومات التي تلينا من الخارج وتنأى كل الجهات ذات الصلة بنفسها، الكل يلزم الصمت مجلس السيادة، وفي الجانب الآخر وزارة الخارجية لا حس لها، أما الطيران المدني الجهة الفنية المعنية بالتنفيذ، فهي الأخرى في ظل غياب السلطتين الرئيسيتين فإنه يختار الصمت، واضح تماماً من المعلومات التي تضاربت صحة الخبر، ولكن مَن من السلطات يقول بذلك؟، ينبغي على الحكومة أن تكون على قدر كبير من الحرص على تمليك الرأي العام المعلومات المطلوبة، لأننا بتنا في عالم مفتوح النوافذ، فإذا لم تأتك السلطات الحكومية المعنية بالمعلومات فإنها ستأتي لك طائعة من الخارج، وفي هذه الحالة يمكن أن تطمس معالم بعض الحقائق، بذلك تكون الحكومة قد فقدت مساحات كان يمكن أن تستفيد منها وتخاطب الرأي العام العالمي والمحلي بما تشاء وكيف تشاء.. والله المستعان.