ولنا رأي

المشكلة في الشعب لا “حمدوك” ولا “البرهان”

صلاح حبيب

ظللت أتابع الأزمات التي أدت إلى سقوط نظام الإنقاذ الذي استمر لثلاثين عاماً وحتى يومنا هذا، فوجدت أن تلك الأزمات سببها هذا الشعب، فلا “البشير” ولا “حمدوك” ولا “البرهان” لهم يد فيها، نحن كشعب نعيش على الأزمات ونستغلها لمصالحنا الشخصية، إن أزمة الوقود التي أطاحت بـ”البشير” لم تكن أزمة حقيقة، وكذلك الخبز فكلها من صنع البشر، فقبل أن تسقط الإنقاذ بأشهر قليلة كانت هناك دعوة لشراء الخبز لك ولغيرك، وبالفعل كلما دخلت مخبزاً وجدت الخبز معلقاً على شباك المخبز، فمن لم يكن له مال أخذ من الخبز المعلق دون أدنى حرج، ولكن فجأة وبعد أن توفر هذا الخبز ظهرت الأزمة التي أدت إلى سقوط الإنقاذ، والآن ونحن نقترب من الشهر الخامس أو السادس على ثورة ديسمبر فأزمة الخبز لم نشهدها طوال فترة الإنقاذ، مما يؤكد أن الأزمة مفتعلة من قبل أصحاب الغرض والمرض، وكذلك الوقود فقد شهدت ولاية الخرطوم اليومين الماضيين أزمة لم تشهدها من قبل والسبب أن هناك بعض الحاقدين أو أصحاب النفوس المريضة عملوا على تعطيل خط الأنابيب وضخوا كميات من البترول أدى إلى تجميده وهم يعلمون أن البترول لا بد أن يكون في درجة حرارة معينة حتى ينساب، ولكن أولئك المرضى فاقدي الضمير الإنساني أضروا بالبلاد والعباد، مما يعني أن أزماتنا سببها هذا المواطن وليس الحكومات، إن كانت هذه الحكومة أو الحكومات السابقة، إن مشكلتنا ليست في الحكومات وإنما في هذا المواطن الذي ندعي بأنه من أفضل شعوب العالم، لكن للأسف نحن اسوأ بشر في العالم، تخيلوا أن تلك الأزمة التي حدثت في الخبز والوقود كيف تم استغلالها من قبل الفاقد التربوي، كيف استطاعوا مع العاملين في محطات الخدمة البترولية كيف أخذوا الوقود وذهبوا لبيعه بعشرات المرات إلى المحتاجين من أصحاب المركبات داخل محطات الخدمة نفسها، إننا شعب لن ينصلح حاله ما لم تنصلح نفوسه، فالحكومة الحالية أو القادمة لن تستطيع حل مشاكل البلاد ما لم تصف النفوس وتعمل من أجل هذا الوطن المسكون بالمشاكل المفتعلة، لقد حاول الفاقد التربوي امتطاء المواتر ودخول محطات الخدمة وبالتنسيق مع العامل بالطلمبة استطاع أن يحصل على كمية من الوقود ومن ثم يقومون ببيعها بأسعار تتراوح ما بين الثلاثمائة جنيه  للجالون أو الأربعمائة جنيه في حين أن سعر الجالون لا يتعدى الثمانية وعشرون جنيهاً، هذا بالإضافة إلى أصحاب المركبات الآخرين الذين يذهبون بعد الحصول على كمياتهم من الوقود لبيعها لآخرين بسعر ألف جنيه للجركانة، هذا هو حال المواطن السوداني ضعيف النفس وفاقد الضمير الإنساني، إن المشكلة ليست في أزمة الخبز والوقود بل المشكلة في كل السلع الاستهلاكية التي رفع أصحاب المحال التجارية أسعارها رغم أنها موجودة بأرفف المحلات قبل أكثر من عام، إذا سألنا عن السبب الذي أدى إلى رفع جوال السكر إلى أكثر من ثلاثة آلاف جنيه وهو لم يبلغ الألف جنيه، وما هو السبب الذي أدى إلى زيادة  سعر رطل اللبن إلى ثلاثين جنيهاً رغم أن طعام تلك الماشية من داخل البلاد، وكذا الحال إلى أسعار اللحوم التي وصل سعر الكيلو إلى أكثر من خمسمائة جنيه وإلى وقت قريب كان السعر لا يتعدى المائتين جنيه، إن المشكلة في هذا الشعب الذي يحاول استغلال الأزمات لصالحه فمهما جاءت من حكومات فلن تصلح الحال ما لم ينصلح حال الشعب.

همسة: غابت هذه الزاوية الأسبوع الماضي بسبب وفاة شقيقتنا رحمة الله عليها، ونشكر كل من اتصل علينا معزياً أو جاء إلى مكان العزاء ونسأل الله ألا يريكم مكروهاً في عزيز لديكم.

 

 

 

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية