ولنا رأي

أين هم الآن؟

بعد قيام الإنقاذ كانت هناك شخصيات لعبت دوراً مهماً وكان له صوت ونفوذ وسلطة، ولكن لا ندري هل الإنقاذ تتعامل مع منسوبيها بلعب الأدوار أو كل مرحلة لها رجالها.
ونذكر هنا “سليمان محمد سليمان” الذي تبوأ عدة مناصب إبان فترة الإنقاذ فكان المسئول عن الصحف في البداية ومن ثم تولى منصب وزير الإعلام، فصال وجال وكانت له كلمة مسموعة بالإضافة إلى هلاليته البائنة لكل أهل الرياضة، ولكن هذا الرجل اختفى تماماً عن الساحة السياسية فلم نشاهده في أي تعديل وزاري ولم نشاهده في أي مؤتمر من المؤتمرات كل المناسبات الاجتماعية التي  تمر على الناس لم نسمع أن السيد “سليمان” قد تلقى التهاني بمناسبة زواج نجله أو كريمته أو عاد من خارج البلاد في رحلة استشفاء أو بغرض النزهة والترفيه، فقد غاب تماماً ولم نسمع عنه ولا عن أخباره أو عن أصدقائه.
أما الرجل الثاني “عثمان أحمد حسن” وهو من القيادات في الإنقاذ ومثله مثل السيد “سليمان” غاب عن الأنظار تماماً وربما لم يشاهد في أي دعوة من الدعوات التي كانت بمناسبة الاحتفال بالعيد الكذا، أيضاً لم نسمع أنه أقام هو وأسرته احتفالاً بالمناسبات السعيدة التي تمر على الناس، فلا ندري أين هو الآن، وهل أهل الإنقاذ يتفقدونه ويسألون عنه بحكم العلاقة القديمة.. علاقة الزمالة والأخوة والدين والإسلام وعلاقة المحبة في الله، هل شاهدتم أحداً زاره بمنزله أو عاوده في مرض – لا قدر الله – قد أصابه، فنسأل الله له الصحة والعافية.
السلطة فتنة ومن ذاق حلاوتها من الصعب مفارقتها بالساهل، ولكن إذا فارقتك ربما تصاب بالمرض وربما بالجنون وربما تتخيل يوماً أنك مازلت الآمر الناهي تظن أنك في دولاب العمل اليومي تنده يا فلان ويا علان وجهزوا العربية وجهزوا الطعام، ولكن تكتشف أنك تعيش في الأحلام.. وربما إذا نظرت إلى المرآة لوجدت لونك أصبح شاحباً، ونداوة خديك من الترطيب والمكيفات في المكتب وفي السيارة وأنت مسافر يومياً أو أسبوعياً من دولة إلى أخرى قد فارقت تلك النضارة.
لقد غابت قيادات من الإنقاذ مثل الدكتور “شرف الدين بانقا” الذي استطاع بحنكته وخبرته القضاء على السكن العشوائي، فأصبحت الولاية في عهده خالية تماماً من السكن العشوائي حتى أصبحت المناطق التي عجزت كل الحكومات عن إزالتها استطاع “بانقا” أن يزيلها، كما استطاع أن يشيد كبري النيل الأبيض ويعوض كل الأهالي، ولكن رجلاً مثل “بانقا” هل من السهل أن تنساه الإنقاذ أو تتجاهله، ونحن نعلم أنه لم يكن قد حدد وجهته مع أي طرف من الأطراف، ولكن ربما كان الرجل مغبوناً وما أكثر المغبونين الآن حتى الذين انحازوا إلى جانب المؤتمر الوطني منهم مغبونون، فإما غادروا الحزب واتجهوا إلى الأعمال الخاصة، وإما هاجروا خارج الوطن، وإما أثروا الصمت عسى ولعل أن يجعل المولى لهم مخرجاً.. ولكن لا ندري هل السلطة فتنت الأمة بهذه الدرجة؟ وهل من أجل السلطة أن يفعل المرء كل شيء؟.
لقد فقدت الإنقاذ مجهودات كثير من الناس بالقيل وقال، ولم تتحرَّ قيادات الإنقاذ من الذين يأتون بالوشايات عن صحة ما ينقلونه لهم.
ولذلك غاب أولئك عن الساحة السياسية تماماً، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيبقى في الأرض.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية