ولنا رأي

الحُكم الذاتي للنيل الأزرق!!

صلاح حبيب

عاد الأستاذ “مالك عقار” رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال، إلى نفس طريقته السابقة التي كان يستخدمها مع المؤتمر الوطني للضغط عليه بشأن الحُكم الذاتي للنيل الأزرق وجنوب كردفان، فإذا كانت تلك النغمة كانت محاولة للضغط على المؤتمر الوطني فالآن لن تنفع، فالبلاد أصبحت موحدة وليست في حاجة إلى الزعزعة أو التفكيك، فالسودان وطن يسع الجميع، فإذا كان الأستاذ “مالك عقار” لا يرضى بحكمه المركز فلا يحق له أن يتحدث عن تلك الأقاليم طالما هو جزء من هذا الوطن الواحد، فالأستاذ “مالك عقار” كان خميرة عكننة في الفترة الماضية على الرغم من منحه حُكم النيل الأزرق بنفسه، فما الذي قدمه طوال فترة حكمه لإنسان النيل الأزرق، إن الأستاذ “مالك عقار” يضمر حقداً شديداً لهذا الوطن، ولكل من فيه، ولذلك في كل فترة يخرج لنا بنغمة جديدة، فالآن فبعد أن استبشرنا خيراً بالاتفاق الذي وقع في جوبا لإنهاء الحرب في السودان، الآن يفجر قضية أخرى يحاول من خلالها إعادتنا من جديد لمربع الحرب، فالمطلب الذي ينادي به لن يتحقق في ظل الظروف التي نعيش فيها وتعيش فيها البلاد، بعد أن نال الكل الحُرية الكاملة وأصبح الجو مهيأ لبناء الدولة الحديثة، لقد ظل “مالك عقار وعبد العزيز الحلو” يشكلان خطراً على البلاد، فكلما أيقنا أننا نسير في الاتجاه الصحيح يخرجوا لنا بشيء جديد، ففي ظل حُكم الإنقاذ وما بعد الانفصال منح “مالك عقار” كل النيل الأزرق يفعل فيها ما يشاء بعد انتخابات 2010 فالإنقاذ لم تكن أمينة في تلك الانتخابات، فالدائرة التي قيل إن “مالك عقار” قد فاز فيها، كانت كذبة لكسب وده، فالفائز في تلك الدائرة “فرح العقار” ولكن المؤتمر حاول أن يستميل “عقار” إلى جانبه فأدعى أن الدائرة كانت من نصيبه، وأخونا “فرح العقار” (قطَّع السقوط) في مصارينه حتى لا يخسر الإنقاذ، ففاز “عقار” بالدائرة زوراً وأصبح السيد عليها، ولكن الإنقاذ التي كانت تحاول أن تأمن شره، خدعها وتنكر لها وأقام عليها الحرب، ولكنه فشل في النهاية وهرب، الآن عاد “مالك عقار” من جديد لنفس النغمة التي يحاول من خلالها أن يكون سيداً على السودان كله، وليس النيل الأزرق أو جنوب كردفان، كما كان يطالب الراحل “جون قرنق” الذي كان مطلبه حُكم السودان من نمولي إلى حلفا، إلا أن إرادة المولى لم تمكنه من تحقيق هذا الحلم، فالآن “ملك عقار” يحاول نفس الطريقة التي كان ينادي بها “قرنق”، فالحُكم الذاتي الذي يطالب به “عقار” لن يحقق من خلاله حُكم المنطقة، بل سيبث السم إلى كل مناطق السودان، فإذا نال الحُكم الذاتي هو و”عبد العزيز الحلو” فالشرق بعد يومين سيطالبون أيضاً بنفس المطلب وأهل الشمالية أيضاً سيطالبون، وبهذا نكون قد قسمنا السودان إلى دويلات، وهي نفس الفكرة التي تطالب بها الدوائر الغربية التي تحتضن “مالك عقار” وغيره من أبناء السودان لتحقيق مطالبها وليس مطالب السودان أو مطالب “عقار” أو “الحلو” هناك مخطط على السودان ويحاول “عقار” أن يعطي تلك الدوائر الفرصة للتقسيم، ومن هنا بدأ ينادي بالحُكم الذاتي علماً أن السودان ظل ستين عاماً يحكم بأبنائه فأبناء النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور كلهم حكموا السودان مع الحكومات السابقة، ولم يشذ واحد منهم وطالب بالحُكم الذاتي، فيا أخ “مالك” أن أردت أن تحكم مع أهل السودان فالباب مفتوح لك من خلال مجاهداتك، وإلا فإن مطلبك محاولة لتقسيم الوطن فالشباب الذي أقام تلك الثورة وأسقط حُكم الإنقاذ لن يفرط في تقسيم البلاد، فإن كانت لك أجندة أخرى فلن تحققها في ظل الدولة الحديثة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية