ولنا رأي

لمصلحة مَن الانقلابات العسكرية؟!

لم تسلم الحكومة الانتقالية من المحاولات الانقلابية، وأعلن الفريق “عبد الفتاح البرهان” الأيام الماضية عن محاولة انقلابية تستهدف البلاد والعباد، كما أعلن من قبل أن هناك محاولتين انقلابيتين تم ضبطهما، وبالأمس أعلن الفريق أول ركن “جمال” عن ضبط محاولة انقلابية مكونة من ستة عشر ضابطاً منهم سبعة بالخدمة وخمسة بالمعاش وعدد من صف الضباط، وقال إنه تم إلقاء القبض على عدد منهم، إن المحاولات الانقلابية في هذا الظرف من يقومون بها يعدون انتحاريين، لأن الشارع غير راغب في حُكم العسكر، بالإضافة إلى أن القوات المسلحة تسد كل الطرقات بقواتها بجانب قوات الدعم السريع التي على أهبة الاستعداد لإفشال أي مخطط تقوم به أي جهة مهما كانت تلك الجهة، لذلك من المستبعد المخاطرة بالمحاولة الانقلابية رغم أن القوات المسلحة أكدت ضبطها لعدد من الضباط الذين يستعدون بتلك المحاولات، المشهد الآن في حالة استعداد لإنهاء الأزمة بين المجلس الانتقالي وقوى الحُرية والتغيير خاصة بعد أن توصلت الوساطة الأفريقية الإثيوبية إلى الاتفاق بينهما، ولم يتبق أي التوقيع بالأحرف الأولى على الوثيقة ريثما تقودكم الدعوات إلى أصدقاء السودان والجهات التي وقفت إلى جواره حتى عادت المياه إلى مجاريها بين المجلس والحُرية والتغيير، وتوصلا إلى هذا الاتفاق الذي يشهد اليوم بداية مرحلته الجديدة، قد يسأل سائل من المستفيد من إجراء هذا التوتر أن كان بين المجلس وقوى الحُرية والتغيير أو على الصعيد الداخلي عموماً بالتأكيد هناك من لا يرغبون في إنهاء الصراع بين الطرفين أو التقارب بينهما أو حل المشكلة أساساً فالذي يقوم بهذه العرقلة في اللحظات الأخيرة بالتأكيد يعلم تماماً أن الأمور لا تسير في مصلحته لذلك لابد من تسخين الجو بمثل هذا الصراع المفتعل أو القيام بالمحاولات الانتحارية وليس الانقلابية، إن الموقف الآن يتطلب من المجلس الانتقالي وقوى الحُرية والتغيير الإسراع بالتوقيع على هذا الاتفاق لقطع الطريق على كل من يحلم بعودة الأمور إلى الماضي، لذا فالإسراع بالتوقيع سيساعد في عملية الاستقرار وإنهاء الخلاف المفتعل وإلا فإن لم يتم التوقيع اليوم أو غداً بالتأكيد سوف نشهد مزيداً من المحاولات الانقلابية أن كانت صحيحة أو مفبركة، فالموقف الآن لا يحتمل التأجيل حتى الوسطاء من جانب الاتحاد الأفريقي أو من جانب إثيوبيا لن ينتظرا كثيراً بل ربما وصفونا بعدم الجدية، المرحلة المقبلة تواجه تحديات كبيرة ولن تكون مفروشة بالورود والرياحين لقوى الحُرية والتغيير والمجلس العسكري، لذلك لا بد من إنهاء الأزمة والدخول في ما يفيد البلاد فليس من المنطق أن تظل البلاد لما يقارب الأربعة أو الخمسة أشهر بدون حكومة والتجار هم الذين يتحكمون في الأسواق يزيدون كل شيء على كيفهم، بينما الحكومة الانتقالية مشغولة بكيف يكون اقتسام السُلطة؟.. إن المواطن الذي خرج من أجل غدٍ مشرق لن ينتظر كثيراً إذا ظل التلكؤ ولم يتم حسم الأمور، إننا متفائلون بأن الأمور سوف تسير إلى الأمام فمهما وصل الخلاف بين أبناء الوطن فلن يستمر طويلاً، فإننا نرى الضوء قد برز وسيملأ الكون ضياءً وسيبدد تلك الظلمة ليعود السودان وطناً يسع الجميع الكل يعمل من أجل البناء والإعمار والنهضة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية