ولنا رأي

مبادرة الرئيس وتوفير الأمن الغذائي!!

منذ أن كنا صغاراً نسمع أن السودان سلة غذاء العالم، ولكن هذه السلة أحياناً لا تكفي مواطنيها بالداخل ولا ندري ما هو السبب في عدم تحقيق هذا الشعار الذي يؤمن به كل الأخوة العرب، مستثمرون وغيرهم، وكذلك الأوروبيون، لما يتمتع به السودان من مناخ وأرض وماء.. لذا ظلت كثير من القمم الاقتصادية تعول على شعار السودان سلة غذاء العالم. وأمس الأول جدد السيد رئيس الجمهورية في القمة الاقتصادية التي انعقدت بالرياض نفس الشعار، وطرح مبادرة للمؤتمرين لتأمين السودان للغذاء العالمي، والتزام السيد رئيس الجمهورية في مبادرته بتوفير الأرض الزراعية على أن تقوم الصناديق العربية بالتمويل للاستثمار.
إن مبادرة السيد رئيس الجمهورية لتوفير الغذاء العربي تحتاج إلى الدعم والمساندة من كل رؤساء الدول العربية والمستثمرين حتى تصبح المبادرة أو الشعار واقعاً.. فكثير من الدول العربية تأتيها الخضروات من بلدان مختلفة، وتظل مجمدة لفترة طويلة مما يفقدها طعمها وربما نحن في السودان الدولة الوحيدة التي تأكل خضروات طازجة وألبان ولحوم عكس ما موجود في دول الجوار العربي أو الأفريقي، ولذلك إذا تضامن الأخوة العرب فعلياً وأرادوا أن يصبح شعار الغذاء السوداني حقيقة لا بد أن يتناسوا أي خلافات أو ترسبات سياسية أو غيرها من الأسباب التي أقعدت بالأمة.
إن السودان ما يزال هو كنز الأمة العربية ليس في مجال الغذاء وحده حتى في مجال الثروات المعدنية، إن كانت بترولاً أو حديداً أو زنكاً أو فوسفات أو مانجنيز أو غيرها من الثروات التي ما زالت تحت الأرض. لذا لا بد من وقفة جادة من الأخوة العرب للدفع برؤوس أموالهم واستثمارها في المجالات كافة، وهناك أخوة عرب عرفوا قيمة السودان وإمكانياته وبدأوا فعلاً الدخول في استثمارات خاصة في مجال الزراعة وتربية الحيوان.. ونذكر هنا الأخ “علي بن حسن الحمادي” سفير قطر بالسودان السابق، فقد خلق علاقات مميزة مع عدد كبير من السودانيين من أعلى المستويات إلى أدناها، وعندما انتهت فترة عمله كسفير لبلاده بالسودان، دخل مجال الاستثمار لأنه يعلم جيداً أن السودان الذي عمل فيه لثمان سنوات متواصلة واحتك بقيادته وشعبه وطاف على عدد من مدنه يعلم أنه الدولة التي بها مستقبل الأمة العربية. لذلك سبق القادة والرؤساء قبل أن يقدم السيد الرئيس مبادرته للأخوة العرب لتوفير الأمن الغذائي من أرض السودان. لذا فإن ما يجنيه الأخ “الحمادي” من مزارعه بالسودان يفوق ما كان يجنيه من وظيفته كسفير.. هذا رجل واحد، فكيف إذا توسعت الاستثمارات على مستوى الدول بالتأكيد ستعم الفائدة الدولة المستثمرة والدولة المستثمر فيها.. فأرض السودان جلها قابلة للاستثمار أرضاً أو حيواناً أو معادن، ولكن كيف يضع المستثمرون الرحمن في قلوبهم، ويلجوا عالم الاستثمار بقلب قوي في السودان، وبدلاً من عدّ (الفلوس) وتخزينها في الخزن الأوروبية والأمريكية يجب أن تدار في مشاريع تعود بالفائدة على الأمة جمعاء.
{ آخر الحروف
كثير من الأخوة والزملاء بالداخل وخارج السودان طالبوا بالمواصلة في فشل صحافة الحكومة.. لذا سنخصص يومي (الأحد) و(الخميس) من كل أسبوع للكتابة في ذلك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية