بالواضح

رهق التمني وإدمان الفشل!!

* لو أن قوى اليسار المتطرف وبقية دعاة العلمانية تعاطوا اتكاءة قليلة مع النفس والعقل، لكان من الممكن أن يتعافوا من فقدان (المناعة السياسية)، والخروج من نفق التعنت إلى فضاء التوافق مع مناخ الديمقراطية الوليدة، لكن بدأ واضحاً أن هذه القوى (أدمنت) منذ زمن بعيد الاختلاف حتى مع ظلها الذي يتبعها، ناهيك عن خلافاتها مع مكونات سياسية أخرى أكبر وزناً وأقدر على جمع حرثها والارتواء من ضرعها والتعايش مع شعبها، والحرص على كسبه عند لحظات الانتخابات يوم لا ينفع عنت ولا تمنيات عتيقة يلهث بها دعاة أفكار شاخت وتيبّست مثل (مومياء فرعونية)…
كيف نفهم أن نرى رموزاً منها يجلسون مع المجلس العسكري تحت لافتة (الحرية والتغيير) ويعلنون عن (اتفاق)،ثم قبل أن يجف مداد الإعلان، يصدر الحزب الشيوعي بياناً أقرب للرفض منه للتشكيك وكذا حزب البعث؟! هل يعني هذا أنهم انشقّوا حول الاتفاق؟! إذاً كيف يمكن لهم أن يتفقوا على حكومة وإدارة الفترة الانتقالية؟! أم أن المواقف تمثل (جرثومة سياسية) اسمها الاعتراض تطبع بها اليسار وتعتبر أداة تعريفية له؟! ثم ما بال مكونات أخرى تهتف في الشارع للاتفاق وتحتفي به، وفي صباح اليوم التالي نجدها وقد تشككت فيه ورأت فيه خروجاً على التغيير؟! هل يعني هذا أن الاتفاق مبشر بالانهيار الذي هو مقدمة لزوال الديمقراطية أو في أفضل الأحوال تحول مناخها لصراعات وحساسيات مدمرة؟!.
*يبدو أننا أمام (نسخة مكررة) من ديمقراطيات سبقت، ظلت معطونة في الخلافات والأجندة السياسية التي جرت معها قدراً كبيراً من الإحباطات والفشل في إدارة الدولة فكان لا بد من وصولها لمرحلة (العطب الكامل) ثم السقوط المدوّي…ونحن نأسف أن تكون هدية الأحزاب لشعبنا عند كل ديمقراطية، خلافات متجددة وطموحات لا قيمة لها وأمنيات مرحلة من حقبة لأخرى غير قابلة للتجديد ولا للعقلانية، بل (متصادمة) مع رغبات شعب معلم، لم يرتفع السياسيون لمستوى طموحاته بعد…*
*قلنا ونقول إن شعبنا ليس في حاجة (لتهويمات الأحزاب) كل بما لديهم فرحون، ويظنون أن ما عندهم أفضل مما عند الآخرين، بل الآخرون هم الجحيم، والشعب يتفرج وتمتلئ الصدور باليأس، والأحلام تذبل، ثم يبدأ إطلاق الأشواق لأنظمة سبقت، وهذا يحدث الآن تدريجياً!!.
*قد لا يتذكر المشاكسون الذين أدمنوا الاعتراض والرفض أنهم يمثلون (المطية الأقرب) لقوى خارجية تتربص بالسودان وتسعد كثيراً ألّا يتفق السياسيون وأن يحتدم الصراع، وتضرب الميوعة الدولة فيسهل ابتلاعها في جوف التخريب والموت الرخيص…فهذا يجري الإعداد له بعيداً عن العيون والآذان وحواس الشم عند الإعلام…
هم قد يستهينون بذلك ويرونه بعيداً لكنه في حقيقته أقرب إليهم من حبل الوريد، فهل يتبصّر هؤلاء قبل أن ينجرف الوطن نحو المأساة؟!

*(2)*

*من يكتب لهم؟!*
*أقلام وأفكار يتستر أصحابها الحقيقيون خلف أسماء، تظهر للناس في قوالب (مستعارة) ويظن من يقرأ ويسمع أنه أمام أفذاذ وقامات، ولا يدري من يظن أن خلف هؤلاء آخرين..!!*
*خبرناهم في مستويات متواضعة يمكن كشفها بسهولة لمن يتابع بدقة…
*بعد حين ستظهر الحقائق وتنكشف الأقنعة!!.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية