شهادتي لله

الإنترنت .. حقوقنا وواجباتنا

حمداً لله على سلامة عودة الإنترنت لشرايين شبكات الاتصالات في بلادنا ، إذ لم تكن فكرة إيقافه جيدة ولا منتجة ، لا سياسياً ولا اجتماعياً .
غير أن إحسان استغلال واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي هو التحدي الذي يفشل فيه غالب الناشطين في الأسافير السودانية ، فالتسفل والبذاءات وتتبع خصوصيات الأفراد ، والكذب والتلفيق والشائعات صارت هي العناوين الأبرز لنشاط الأكثرية في وسائل التواصل الاجتماعي خاصةً (فيس بوك) .
يحتاج الخائضون في هذا الوحل ، والغارقون في هذي البرك الآسنة ، أن يغتسلوا ويتطهروا ، ويستغفروا الله ، يعتذروا لشعبنا الكريم ، على ما كسبت أيديهم في حساباتهم وصفحاتهم وصفحات الآخرين .
نرجو أن تكون فترة توقف (النت) القسري ، فرصة ثمينة لملايين المستخدمين ، للتفكر والتأمل والمراجعة في طريقة التعامل مع هذه الوسائط ، لتطوير رؤاهم نحو استخدام أفضل .. مثمر ومنتج ومفيد .
فالمؤسف أن الكثير من الناشطين في هذه الوسائط يعمدون إلى تفريغ إحباطاتهم ، ومشكلاتهم النفسية ، وعثراتهم الشخصية في الحياة ، في هيئة انفعالات خارج الوعي والمنطق ، مخالفة للدين والعرف والأخلاق ، والمزعج أن (سلوك القطيع) يحكم الكثير من أنشطة هذه الوسائط ، بكافة اهتماماتها ، فيتبع المئات ما كتبه أول مبتدر لنقاش مدحاً أو قدحاً أو تجن وإساءات .
امنحوا عقولكم وعيونكم فرصة للقراءة والتدبر ، ثم تكوين وجهة نظر خاصة ، ورأي مستقل عن ما يسير عليه القطيع .
لا تعلِّق على موضوع أو مقال أو موقف سياسي إلاّ بعد أن تقرأه وتدرسه وتسأل وتستوضح ، فأنت تظلم نفسك قبل أن تظلم الآخر ، بالاندفاع نحو سيل التعليقات الفطيرة ، بمجاراة القطيع ومسابقته في استعراض عضلات الإسفاف !
مثلما نطالب بحقنا في استخدام الإنترنت ، فإن علينا واجبٌ إحسان التعامل معه واحترام المستخدمين غيرنا في فضائه ، والارتقاء بالذوق العام ، مهما كان الخلاف في الرأي و الموقف في أي قضية عامة أو خاصة .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية