ولنا رأي

ورحل كابتن “أمين زكي”

صلاح حبيب

انتقل إلى جوار ربه أسطورة الكرة السودانية، وأحد أعمدة الرياضة في السودان وأحد أميز اللاعبين في نادي الهلال، وواحد من اللاعبين الذين نالوا شرف التتويج بكأس البطولة الأفريقية لعام 1970 ضمن كوكبة من اللاعبين السودانيين، الأستاذ الراحل “أمين زكي” يُعد من اللاعبين القلائل الذين جمعوا ما بين الرياضة والفن والتدريس والعسكرية، لقد تميز بصفات قلَّ أن تجتمع في شخص واحد، فتميز في سلك التدريس فكان أستاذاً للغة الانجليزية بمدرسة ود نوباوي الوسطى فبرع في مهنته، ومن ثم كان لاعباً فذاً في كرة القدم، فضمه نادي الهلال إلى صفوفه، وضمه الراحل “جعفر نميري” إلى القوات المسلحة، فكان ضابطاً مميزاً في عمله منضبطاً في مهنته حتى إحالته على المعاش، والراحل “أمين” من الأصوات الغنائية الرائعة ويجيد الغناء للراحل “عبد العزيز داؤود”، فلو احترف الغناء لكان فناناً مميزاً لقد حباه المولى عز وجل بكل تلك الصفات بجانب طيب المعشر والعلاقات الاجتماعية الواسعة، عرفت الراحل “أمين” إبان عملي مع الراحل “إدريس حسن” صاحب صحيفة (الوحدة) التي أسساها في العام 2008، فكان الراحل “أمين” مسؤولاً عن الصفحة الرياضية يحررها من الألف إلى الياء بمفرده، عرفت طيب معشره وعلاقاته الواسعة في كل المجالات، فلم تقتصر علاقاته مع لاعبي كرة القدم، فكان مع الساسة والفن وغيرهم من أهل بلادي يتعامل بلطف يتحدث همساً فلم نسمعه وهو يصيح كما الآخرين، على الرغم من الفترة التي أمضيناها معاً وفي مكتب واحد، ولكنه عرفت فيه جوانب أخرى قلَّ أن يتعرف عليها الآخرون فالابتسامة دائماً على شفاه والنكتة والدعابة حاضرة من بين ثناياه، اذكر أول لقاء معه كان في معسكر لكرة القدم لم استحضره تماماً ولكن سبق أن كلفت من قبل الأستاذ “عبد المحمود الكرنكي” رئيس تحرير صحيفة (الأنباء) في العام 2003 فطلب مني إجراء حوار معه يتناول جوانب مختلفة من حياته فعرفت أنه في ذاك المعسكر، فذهبت إليه فحينما التقيته واطلعته على اسمي والمؤسسة الصحفية التي أعمل بها والغرض من المقابلة لم يعترض، ولكن طلب فرصة إلى حين انتهاء المعسكر، فوافقت ثم كررت الاتصال من بعد ذلك فكان اللقاء وكانت بداية المعرفة معه ثم جاءت فترة صحيفة (الواحدة) فتوثقت الصلة معه أكثر، لقد شاهدت له لقاء الأسابيع الماضية مع قناة النيل الأزرق، ويبدو أن اللقاء قديم ولكن حينما تستمع إليه وتشاهده كأنه اليوم، من الكلمات التي رسخت في أذني وهو يتحدث عن نفسه، الحيوية التي يمتاز بها وعدم ظهور الكبر عليه، فقال إن سبب كل ذلك عدم تعاطيه الخمر في حياته، كما لم تدخل جسمه أي نوع من السموم، الراحل “أمين” كان صادقاً مع نفسه ومع الآخرين فلذلك ظل طوال حياته رشيقاً، وتحدث في ذلك اللقاء عن أسرته الصغيرة وكيف يتعامل مع أولاده الكبار والصغار، قال اتعامل معهم وكأنهم إخوتي وليس أبنائي منهم من يعزف على العود ومنهم من يغني وأنا اعزف العود وأغني معهم في حميمية، ألا رحم الله أستاذ الأجيال، ولاعب السودان والهلال المخضرم “أمين زكي” رحمة واسعة ونسأل المولى أن يتقبله قبولاً حسناً مع الشهداء والصديقين وأن يجعل البركة في أسرته.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية