عز الكلام

نبض الشارع .. هم الناس!!

أم وضاح

استوقفني أمس، أحد الشباب كان حاله كحالي يشتري مستلزمات مدرسية لأطفاله، وهو الطقس السنوي الذي تعود عليه أولياء الأمور عند بداية كل عام دراسي، وفيه ترتفع حرارة الأسعار بشكل مبالغ وغير طبيعي، وطبعاً هو الموسم الذي يستغله التجار تربحاً من غير سقف، لأنهم يعلمون أن مستلزمات الدراسة سلعة لا بد منها ولا يمكن الاستغناء عنها ولا فرار من شرائها، استوقفني الشاب الذي أبدى سخطه وتبرمه من ارتفاع الأسعار وقال لي بالحرف، مفروض يا أم وضاح تعكسوا معاناة الناس من خلال الإعلام وأن تصبحوا لسان المواطن الذي لم يعد يمتلك جهة يشتكي لها، وأصبح بالكامل سجيناً لمزاج السوق الذي انفلت بشكل غير مسبوق ولم يعد له قانون يحكمه أو عرف يشكمه وأنت وضميرك، وهذا بالطبع وضع غير طبيعي وغير منطقي ولا يبني دولة عدالة ودولة نظام تحترم آدمية المواطن وتقدر حجم المعاناة التي يعيشها، لتصبح ضرورة اختيار رئيس للوزراء وتكوين حكومة أمراً عاجلاً ينبغي أن يتم على وجه السرعة، ليس فقط من أجل الضرورة السياسية، ولكنه واقع تفرضه الضرورة الاقتصادية والضرورة الإنسانية، لأنه ليس من العدالة أو المنطق أن يظل المواطن رهيناً لذات الأوضاع، وربما أسوأ رغماً عن الثورة التي فجرها وسدد فاتورتها الغالية.
صحيح أن الإصلاح لن يحدث بين ليلة وضحاها، لكن البدء في اتخاذ قرارات تصحيحية سيجنب الوطن والمواطن خطر الانزلاق إلى هاوية سحيقة يلقي فيها حتفه، وعلى فكرة مسألة الفراغ التنفيذي بسبب عدم تشكيل الحكومة حتى الآن، يعمق من الأزمة وينكأ الجراح الملتهبة لدولة هي عبارة عن أنقاض على كل المستويات، وهي أنقاض إزالتها فقط تحتاج لسنوات، وبعدها سنفكر كيف نزرع مكانها أزهار ورياحين، وهذا أمر يدعونا أن نشحذ الهمم ونعبئ المعنويات من أجل عمل جبار لنهضة هذا البلد، وهو دور يحتاج لاستنهاض طاقات الشباب، ولا أظن أن شباباً تحدى الرصاص وفتح صدره للمجهول لا يملك العزيمة التي تجعله ينهض ببلده، وهو واجب يجب أن تقوم به حكومة ما بعد الثورة والقوى التي ساهمت في التغيير، ومثل ما أن التجمع كان يعلن عن جداول التعبئة والاحتجاجات ويستجيب لها الشباب، عليه الآن أن يعلن عن جداول العمل وأيضاً سيستجيب الشباب، وبالمناسبة هناك مظاهر يجب أن لا ننتظر الجهد الرسمي ليقوم بها بالإنابة عن المواطن، ونظافة الشوارع وبقايا المتاريس ومخلفات مظاهر الاحتجاج ينبغي أن تكون مسؤولية الشباب الذين عليهم أن ينخرطوا في هذا العمل بذات الهمة والعزيمة والإصرار التي كانوا ينخرطون فيها بتتريس الشوارع دعماً للعمل الثوري، وهذه البلاد لم تعد ملكاً لأحد، ولم تعد مسروقة ومختطفة كما السابق، وبالتالي على الشباب أن يؤدي هذه المهام وهر يعلم أنه يعمل لحساب نفسه وليس لحساب آخرين، لكن على الحكومة أن تقوده وتوجهه للفعل الإيجابي وكفانا ما ضاع من سنوات عمرنا تنظيراً وهتافاً وكلاماً لا بودي لا بجيب، لا بمشي لقدام، فهل يعلم القادمون الجدد أنهم يجب أن يطأوا جمر المعاناة مع الناس ويشاركونهم الهم والواقع مثل ما يشاركونهم الهواء.
} كلمة عزيزة
بعد توقيع الاتفاق الرسمي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، لم يعد هناك مبرر للمظاهر العسكرية في الشوارع وانتشار العساكر المدججين بالسلاح والعصي، المواطن الآن يحتاج إلى وجود قوات الشرطة فقط لتعمل في حدود اختصاصاتها في حفظ الأمن والنظام، ولأنها تعرف كيف تتعامل مع المواطنين في حدود القانون وهو الأمر الطبيعي والمنطقي المعمول به في كل أنحاء العالم.
} كلمة أعز
اللهم احفظ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية