في الوقت الذي يتواتر وتقول فيه قوى الحرية والتغيير أو ذاك الذي ورد باجتماع التوافق، إن الحكومة ستكون من المستقلين ،ورد بصحف الأمس أن هنالك شخصيات قيد الترشيح لمنصب رئيس مجلس الوزراء المعني بتشكيل الحكومة، وحيث ان جل الأسماء المرشحة بعضها ينتمي للحرية والتغيير، وبعضها حزبية، فهذا مؤشر أيضا بأن جل الوزارات إن لم تكن جميعها ستسير على ذات المنوال، وعندها نخشى أن التدخل الذي صرح به من أن مجلس السيادة لاحقاً سيدخل في الاختبار نخشى أن يحدث بلبلة، وعليه نتمنى أن يتوخى الجميع الحكمة ومراعاة واستصحاب كافة الجوانب والتداعيات بما يرضى ويتوافق مع كافة أطياف الشعب.
٢
التضارب الذي يحدث في تصريحات أعضاء المجلس العسكري، وتلكم التي لا تستند إلى أسانيد تضعف وتخصم منهم، وهم في أشد الحاجة خلال هذه الفترة للاستقواء والاستقطاب بالمواقف لا بالحشود، من جانبنا كنا وما زلنا ندعم السلطة العسكرية القادمة لاحتياجنا لها في فرض هيبتها في حراسة الوطن في هذه المرحلة الحساسة، ولأننا ننقل نبض الشارع وأحاديث المدينة فأنتم في حاجة لتوحيد الخطاب وانتقاء الحديث وتنقيحه بما يتناسب ووضعكم كسادة.
3
الإنترنت ، المجلس العسكري الانتقالي؟ الإنترنت الذي طالب به ليس أهلاً لهذا الحد يقلق السودان من مستخدميه، إنما كل العالم تعاطف مع الأمر، لأنه يعد وقبل كل شي مصادرة للحريات، نتفق إلى حد أن استخدام رواده لمواقع التواصل الاجتماعي في تلكم الفترة الحرجة كان سيئاً للغاية، فأصبح مصدراً للفتنة والشائعات المغرضة والمدمرة بقصد أو بغيره ممن في نفوسهم مرض، لكن حتى وإن استدعت النواحي الأمنية إغلاقه كان يتوجب إرجاعه حال زوالها فلا يعقل أن يتذرع بحجج لا أظنها ستنقضي قريباً. ولكم أن تعلموا أن تمسككم بقطعه وصياغة حجج واهية تارة عطل فني وأخرى تأثيره على مسيرة الاتفاق ليست في مصلحتكم، وبذا ستثبتون تهمة خوفكم من كشف أمور تدينكم حال أعدتموه.
عموماً ننتظر وعد “البرهان” بعد يومين فحال الدارسين، وأمهات المغتربين، وكل من يتعاطون خدماته يغني عن السؤال.
4
بحسب حديث “البرهان” للفضائيات إن هنالك جهة لم يعجبها التوافق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير. كما أن هنالك محاولة للانقلاب على الوضع. أولاً نقول إن هذا وضع متوقع نتمنى أن تكونوا قد تحسبتم له كيفما يتفق. ثانياً إن كانت هذه الجهة من فلول الحكومة السابقة أو المؤتمر الوطني فلتخجل على حالها، إذ يبدو أن خيالها المريض زين لها اعتلاء السلطة مجدداً. وكان عليها قبيل التفكير في ذلك أن تراجع نفسها وما أوصلت إليه الشعب من درك سحيق لم يقو حتى الآن على النهوض والوقوف بعده. وأن تسأل نفسها أيضاً هل سيقبل الشعب فئة طاغية فاسدة (أكلته عينك عينك) ثم رمته كجيفة متعفنة؟ استحوا يا هؤلاء، وإن كان الحزب يرغب في خوض الانتخابات فتلزمه فلترة دقيقة تخلص إلى صالحين وأنقياء.