من أوائل الدول التي تقدّمت بالتهنئة إلى السودان دولتا الإمارات والسعودية ودولة مصر العربية، إضافة إلى كل أصدقاء السودان والحادبين على مصالحه العليا. إن دولتي الإمارات والسعودية ومن خلال سفيريهما “حمد الجنيبي” السفير الإماراتي و”علي بن حسن جعفر” سفير المملكة العربية السعودية كانا حاضرين فى كل المشهد السياسي السوداني قبل أن يحدث التغيير، أي عندما بدأت الأزمة الاقتصادية بالسودان الممثلة في الوقود والنقود والخبز، فقد قام السفيران بمجهود جبار وفي سرية تامة بتقديم الدعم اللازم، ولكن للأسف لم يعرف الشعب السوداني أين ذهبت كل المساعدات التي قدمت في صمت من قبل دولتي الإمارات والمملكة العربية السعودية على الرغم من أن بعض الجهات العليا تعرف تماماً أين ذهبت تلك المساعدات إن كانت أموالاً أو وقوداً أو غيرها من المساعدات التي تقدّم في صمت، لذا فمن حق الدولتين أن تفرحا للتغيير الذي تم في أبريل الماضي ولم تقفا مكتوفتي الأيدي، بل أعلنتا على الملأ أن دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية تتقدمان بمبالغ مالية تفوق الثلاثمائة مليون دولار، منها دعم للخزينة ببنك السودان ومنها ما هو متعلق بالوقود والقمح، فلولا تلك المساعدات لا أظنّ أن الدولة كانت تصمد يوماً ناهيك عن شهر، ولكن الحمد لله فقد صمدت الدولة طوال الفترة الماضية منذ سقوط النظام وحتى تتويج الاتفاق بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي صبيحة الجمعة الخامس من يوليو الجاري فنحمد لهما وقفتهما معنا. إن التغيير الذي قاده أبناء السودان لو لم يجد السند والدعم من الأصدقاء فلن يكتب له النجاح. إن دولتي الإمارات والمملكة العربية السعودية واجهتا حديثاً مكتوماً من بعض الجهات في إشارة إلى أن الدولتين تتدخلان في الشأن الداخلي للسودان، ولكن الذي يعرف العلاقات بين دولتي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات اللذين يحتضنان الملايين من السودانيين في بلدانهما ومن خلالهما صمدت العديد من الأسر السودانية من خلال الأبناء الذين يعملون في الدولتين وفي ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها السودان وتلك الأسر، لذا فمن حقهما أن يفرحا بالإنجاز الذي تحقق اليومين الماضيين ومن حقهما أن يكونا من أوائل الدول التي تتقدم بالتهنئة لهذا الشعب العملاق الذي استطاع بوقفتهما وصبر الكثيرين من أبناء الشعب الصابر أن يعبر وأن يتجاوز تلك العقبة الخطيرة من تاريخه، لقد نجحت الوساطة الأفرو إثيوبية في لمّ شمل الأسرة السودانية وإعادتهم إلى طاولة التفاوض من جديد بعد أن فقد الكل العودة بينهما في ظل الشدّ والجذب والاستقطاب الحاد، ولكن يحمد للوسيط السيد السفير “محمد الحسن لباد” ورئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” ومستشاره وكل دول الجوار الذين تهمهم مصلحة السودان أولاً وأخيراً، ولو لا تلك الجهود ربما صار السودان إلى ما صار إليه حال كل من دول اليمن وسوريا وليبيا، ولكن يحمد لتلك الدول وقفتها ودعمها اللا محدود من أجل أمن واستقرار السودان، فقد لعب السيد السفير الإماراتي “الجنيبي” منذ البداية دوراً مهمّاً، ولكن في صمت دون أن يعرف أي طرف المجهود الكبير الذي يقوم به.. وشكّل معه السيد السفير “علي بن حسن جعفر” (ثنائي) في هذا المجهود الكبير الذي تم في صمت لا يعرفه إلا قلة من أبناء السودان المخلصين فلهم منا كل الاحترام والتقدير ولكل من ساهم ووقف إلى جانب الوطن العزيز خاصة جمهورية مصر العربية التي تلعب دور الوسيط، ولكن أيضاً في صمت شديد .