بالواضح

لا لثنائية الاتفاق والإقصاء!!

فتح الرحمن النحاس

 

*الخطر الأكبر الذي قد يواجه الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، أنه يحمل في أحشائه (الثنائية) بين الطرفين ويعري (إقصائية مستترة) لقوى أخرى لا يستهان بها، أضافة لاستمرار بعض أطراف التغيير في التلويح (بنبرات الانتقام) وحشد ثقافة البغضاء ضد النظام السابق ومن عملوا معه ولو كانوا من خارج أسواره، فهنا يكمن (الخطر) وتنمو الكراهية، ويحدث (الخلط المريع) المقصود عمداً، بين النظام (كسياسات وبرامج) وبين من عملوا معه وهم (بشر) منهم من أخطأ وبينهم من أصاب، وخطأ المخطئين لا يسأل عنه من هو بريء منه…
تصعيد نبرات الانتقام والوعيد والتهديد، يجب أن تكون انطوت لو أن (توقيع الاتفاق) بالفعل أسدل الستار على ما يسمى (بالشرعية الثورية) التي أدمى بها آذاننا أدعياء النضال الذين خطفوا الثورة من أفواه (صناعها الحقيقيين) من الشباب وبقية قطاعات الشعب، واستبدلوها بشعارات الإقصاء وطعم الدم والهتافات المصنوعة خصيصاً لرفع سقف طموحاتهم العتيقة…
إن مضى بهم الاتفاق إلى الأمام أم وحل في مستنقعات الجدل والأطماع، فإن (الحقيقة) تبقى وهي (استحالة) اقتلاع الإسلاميين أو شطبهم من ذاكرة الوطن، لأنهم يمثلون (حاضنة شعبية) لها وزنها وفاعليتها، فهم وحدهم من يقررون لكيانهم شكل مستقبله ومنهجه وهم وحدهم من يعالج الأخطاء السابقة وإعمال المحاسبة لعضويته، أما شيطان الإقصاء الذي يهدد به البعض، فهذا مصيره الرجم!!.
*شهدنا وعايشنا خلال فترات ديمقراطية سبقت ذات أشكال (التحرشات السياسية العقيمة)، وفي النهاية يكتشف الشعب أن من نادوا بها، أضاعوا عليه زمنه في معارك ( انصرافية) ما كان من الممكن أن تحقق أي هدف لصالح الوطن، كما أنها لم تمنع أي نظام سبق من أن يبقى في ذاكرة التأريخ…
*من رفعوا شعارات العداوة والبغضاء، عادوا وأطلقوا عبارات (المدح)، بل وازدادوا كيل بعير في ذكر محاسن نظامي “نميري” و”عبود” بعد أن كانوا وصفوهما بالدكتاتورية ونظموا من أجل سحقهما الأشعار وحفر الأخاديد لحرقهما ونثر رمادهما للريح!!.
*قلنا من قبل إن شغل الوقت وإهداره بالتظاهر والهتاف وبث روح الانتقام من أي نظام سابق، لا تخرج عن كونها (أجندة كسيحة وسطحية) لا قيمة لها ولن تتحقق، بل سترتد على من يمشون بها بين الشعب، فهي ليست البديل للخبز والكهرباء والوقود والمواد الاستهلاكية الحياتية، فلن يفيد الناس أن تمتلئ الحلوق وتشحن الصدور بعبارات البغضاء وروح الانتقام، أو أن تمتلئ الشوارع بالمليونيات أو الآلاف…!!.
*لا أظن أن الاتفاق أنهى تلقائياً (المزاج السياسي) لقوى التغيير لتحل محله سلطة القانون والعدالة في تسيير شئون البلد والشعب، وها هي ذات شعارات الإقصاء مرفوعة ما يؤكد ثنائيته التي نخشى أن تكون المقدمة لخراب الوطن لا سمح الله!!

*(2)*
*مأساة المعتقل أبوهريرة !!

*لا أدري كيف يرضى المجلس العسكري الانتقالي أن يغض الطرف عن الحالة الصحية للوزير السابق المعتقل في سجن كوبر ” أبوهريرة حسين”، المهدد بفقدان نعمة البصر نتيجة إهمال وضعه الصحي…. فهل أصبح في قواميس السياسة أن نمنع عن إنسان معتقل سياسي حقه في العلاج والرعاية!!.
*الإنسانية يجب أن تنتصر وهذه مسؤولية المجلس العسكري ونحن ننتظر أن يتحرك قبل فوات الأوان!!.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية