ولنا رأي

ثم ماذا بعد المليونية؟!

صلاح حبيب

أوفت قوى الحُرية والتغيير بقيامها مليونية الثلاثين من يونيو الماضي أمس (الأحد) وخرجت الجماهير في الموعد المضروب في كل من مدن أم درمان وبحري بالإضافة إلى عدد من ولايات السودان المختلفة، كان الهدف من المليونية الذهاب إلى أسر شهداء الثورة التي اندلعت في التاسع عشر من ديسمبر الماضي وحتى سقوط النظام في الحادي عشر من أبريل، إن قوى الحُرية والتغيير حينما دعت إلى تلك المليونية كانت تهدف إلى أنها مازالت تمتلك الشارع وأن فض الاعتصام في الثالث من يونيو المنصرم لا يعني أن قوى الحُرية والتغيير فقدت الشارع تماماً، لذا فإن خروج الجماهير المنضمة إلى الحُرية والتغيير أو المتعاطفة معها تؤكد أنها لن تتنازل عن المدنية التي ظلت تطالب بها منذ قيام الثورة، ولكن ثم ماذا بعد تلك المليونية هل المجلس العسكري سوف يستجيب إلى مطلب الحُرية والتغيير وهل سيتنازل لها عن كل شيء ويعمل على تشكيل الحكومة المدنية، بالتأكيد المجلس العسكري لن يرضخ إلى قوى الحُرية والتغيير وإلى ما تطالب به ما لم يتم تسليم الحكومة إلى حكومة مدنية معروفة إلى المجلس على الأقل، إن الوضع السياسي في السودان لا يحتمل كل هذا التصعيد من قبل الحُرية أو من قبل المجلس فعلى الطرفين أن يعملا من أجل استقرار الوطن بدلاً من الانتصار لكل طرف من الأطراف، لا أحد ينكر أن الحُرية والتغيير لها من المناصرين بالمركز والولايات وقد استطاعت طوال الفترة الماضية هي المحرك الرئيسي إلى الشارع، ولكن في المقابل يجب ألا تنكر قوى الحُرية الدور الكبير الذي لعبته القوات المسلحة في عملية التغيير فهي شريك أصيل معها في هذه الثورة ويجب أن يلعبا دوراً تكاملياً من أجل تراب هذا الوطن وليس من أجل فلان أو علان، فإن لم تتم الشراكة بصورة واضحة فإن زمام الأمر سوف يفلت من الجميع وفي النهاية الضائع هو المواطن السوداني، لذا على الحرية والتغيير وبعد أن استردت وضعها في المجتمع من خلال المليونية التي نظمتها بالأمس عليها أن تكون جادة في الدخول في حوار مباشر مع المجلس الانتقالي من أجل الوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة أو الاحتقان بين الطرفين، وعلى المجلس الانتقالي الذي يؤكد دائماً أنه زاهد في السُلطة عليه أن يضع الوطن في حدقات عيونه وأن ينسى أي خلاف أو صراع بينه وقوى الحرية والتغيير فليعمل الجميع من أجل تراب الوطن، نحن لا نشك في ولاء الجميع لهذا الوطن العظيم، ولكن أحياناً هناك بعض المؤثرات الخارجية أن كانت على مستوى الأحزاب أو الأفراد هي التي تعوق سير التفاوض بين أبناء الوطن الواحد، وقد استمعنا قبل أيام من خلال اللقاء المباشر الذي عقده الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان” مع رؤساء التحرير إلى كلام طيب من جانبه، وقال إن المجلس العسكري لا خلاف بينه وقوى الحرية والتغيير، ويمكن التوصل إلى الاتفاق معهم في أي لحظة ينهي تلك الحالة الاحتقانية، لذا فإن كان كلام رئيس المجلس بهذه الصورة الطيبة فينبغي أن تكون الحُرية والتغيير بنفس المستوى الذي أبداه المجلس العسكري فلا داعي إلى هذا التصعيد وإلى تلك التظاهرات فيجب الدخول في حوار مباشر يضمن الحل السريع بين الطرفين.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية