أعلنت قوى الحرية والتغيير عن مليونية يوم الثلاثين من يونيو الجاري ولا ندري ما هو السبب لتلك المليونية على الرغم من امتلاكها أكثر من المليونية التي تحاول أن تخرجها بعد غد الأحد. إن قوى الحرية والتغيير بدأت تضيّع في الزمن ولا تدري ماذا ستفعل بعد أن فقدت ميدان الاعتصام!!. إن الموقف أصبح لا يحتمل التصعيد ولا المسيرات بقدرما يتطلب العمل من بعد ذلك فالمجلس الانتقالي يعمل بجدّية من أجل الاستقرار السياسي، بينما الحرية والتغيير تخرج لنا كل يوم ببدعة جديدة.. مرة مليونية ولا ندري ماذا بعد مليونية الأحد، وهل يتوقع لها النجاح بعد أن أصاب الشعب السوداني الإحباط نتيجة لعدم حسم الأمور؟، لقد ظلت كيانات الشعب السوداني بأكملها بعد أن كانت تقف إلى جوار الحرية والتغيير، ظلت كل يوم تنتظر الفرج الذي يعيد البلاد إلى وضعها الطبيعي، وأن تعود الحياة كما كانت بدلاً من تلك الحالة التي ظل يعيشها السودانيون لأربعة أشهر دون أن يروا بصيص أمل، فالأسواق التي ظل الشعب ينتظر أن تتراجع الأسعار فيها، وأن يجد المواطن مستلزماته المعيشية بأبسط الأثمان، الآن السوق أصبح أسوأ مما كان عليه إبان فترة الإنقاذ ، فالحرية والتغيير تركت الأهم وذهبت إلى اقتسام السلطة.. المواطن وقف إلى جانبها عسى ولعلّ أن تخرجه من أزماته المتكررة، ولكن بدون أي فائدة فالثورة تدخل الآن شهرها الخامس ولم نتقدم أية خطوة إلى الأمام، فالمجلس العسكري فعل كل ما تريده الحرية والتغيير من تنازلات ولكن الحرية والتغيير طمعت في أخذ الكيكة كاملة دون أن تترك له حتى (الفتافيت)، صحيح كل الجهد الذي تم من ديسمبر الماضي وحتى سقوط النظام كان الفضل فيه إلى الحرية والتغيير، ولكن لا ننسى دور المجلس العسكري في انحيازه للثورة ولو لاه لما اكتمل عقد التغيير. إن الحرية والتغيير إذا لم تحسن التصرّف مع المجلس الانتقالي سوف تفقد كل الكيكة التي كانت تريد أن تستحوذ عليها، لذلك ما زال هناك أمل في الوصول إلى حل المشكلة مع المجلس العسكري الانتقالي عن طريق الحوار، أما التصعيد فقد جربته الفترة الماضية وعطلت الحياة بأكملها ولكن ماذا كانت النتيجة؟ النتيجة كانت أسوأ من حكم “البشير” فالشعب الذي صبر على الإنقاذ ثلاثين عاماً وثار عليها، الآن نفد صبره على الحرية والتغيير خلال أربعة أشهر فقط فلن يستطيع أن يضحي أكثر من اللازم فالشعب يريد أن يعيش مثله ومثل بقية خلائق الله في كل العالم، يريد أن يعيش حياة كريمة في مسكنه وفي متجره وفي زراعته، ولكن الحرية والتغيير التي تنظر إلى كراسي الحكم أكثر من نظرتها إلى معاش الناس لن تجد ما وجدته الفترة الماضية من الشعب السوداني، فالمليونية التي دعت لها لن تجد كل القبول من عامة الشعب فالشعب يرغب في تحقيق مكاسب سريعة بدلاً من تلك المطاولات والاجتماعات والمبادرات، فهل الحرية والتغيير في حاجة إلى مبادرات خارجية لحل المشكلة الداخلية؟ ، إن الأوضاع لا تحتمل التصعيد الذي تدعو له الحرية والتغييرفمن الأفضل لها أن تجلس في حوار مع الحادبين على المصلحة العامة بدلاً من تلك الحالة التي نحن عليها فمهما عملت من تصعيد فلن تحل المشكلة؛ أما كفاها الأشهر التي أمضتها أمام بوابة القيادة العامة؟ ما هي النتيجة التي حصلت عليها؟ موت العشرات من الشباب وهل تريد مزيداً من إراقة الدماء؟.. على الحرية والتغيير أن تتراجع عن تلك المواقف وأن تعمل من أجل الأمن والاستقرار وراحة العباد.