ولنا رأي

ورحل الفريق الحردلو

صلاح حبيب

رحل عن دنيانا قبل أن يقول لنا وداعاً الفريق “عبد الله بلة الحردلو” أحد ضباط الشرطة الأفذاذ وأحد الدبلوماسيين وواحد من الذين استعانت بهم الدولة كعضو في مفوضية الانتخابات 2010 و2015 اشتهر بالنزاهة وحُب الوطن، فقد خبرته ميادين العمل الشرطي منذ أن كان ضابطاً صغيراً وحتى وصل إلى أرفع الرتب العسكرية فريقاً في قوات الشرطة، طاف العديد من ولايات البلاد المختلفة مدافعاً عن الأرض والعِرض، عرف بالانضباط الشرطي وحُب المهنة والولاء إلى المؤسسة التي ظل يعمل بها حتى ترجل والحق بالعمل الدبلوماسي سفيراً للسودان بدولة الهند الشقيقة، فكان نعم السفير فقد عرفته الدبلوماسية كما عرفه طلاب السودان بدولة الهند كان خير معين لهم في دراستهم مساهماً في حلحلة كل ما يعترضهم من صعاب، لقد عرفتُ سعادة الفريق الراحل “الحردلو” إبان عملي في مفوضية الانتخابات منسقاً إعلامياً خلال فترتي الانتخابات التي جرت في 2010 وفي 2115 سافرت معه إلى ولايتي كسلا والقضارف إبان انتخابات 2010 لم أعرف أنه من أبناء ولاية القضارف إلا بعد أن وصل إلى القضارف في اليوم الثاني وأقام لنا مأدبة فطور نحر فيها العديد من الخراف، توطدت علاقتي به بعد تلك الزيارة وظلت العلاقة بيننا حتى بعد أن انتهت فترة عملي الأولى في انتخابات 2010 وزادت العلاقة أكثر بعد الفترة الثانية وتوطدت أكثر بعد أن توليت رئاسة صحيفة (المجهر) فكان من المداومين على قراءة (المجهر) خاصة زاويتي اليومية (ولنا رأي) وكان دائماً يتصل بي مناقشاً أو مستفسراً ولم يمر يوم أو يومان إلا وكان صوته عبر الهاتف السلام عليكم السيد رئيس التحرير أنت في البيت أم مازلت بالصحيفة؟ ففي أغلب الأوقات أكون داخل المنزل فيبدأ استفساره عن بعض الموضوعات المتعلقة بالعمل السياسي، فهو رجل معلومات ويحرص أن يأخذها من مصادرها .. لذا يلجأ إلىَّ دائماً في الحصول على المعلومة أو إبداء الرأي حول بعض القضايا، حتى الموضوعات الخاصة بي يسألني عنها، فقبل يوم من الوفاة اتصل علىَّ الدكتور “جلال محمد أحمد” الأمين العام السابق لمفوضية الانتخابات، والمرشح الحالي لمنصب رئيس المفوضية، اتصل علىَّ مهنئاً بنجاح ابني “عمر” في الشهادة الثانوية، في تلك اللحظة افتقدته لأنه يحرص دائماً على الاتصال في مثل تلك الأمور، فكنت أود أن اسأل الدكتور “جلال” منه، فشاءت الأقدار أن يأتيني في اليوم الثاني نبأ وفاته، من الأخ “شرفي” مسؤول العلاقات العامة بالمفوضية، لقد رحل الفريق “الحردلو” في صمت ودون أي مرض أقعده عن العمل أو أدخله المستشفى، فهذه الدنيا محطة يبقى فيها الإنسان إلى أن تأتي لحظة الرحيل، ففقدت المفوضية الفترة الماضية خيرة أبناء هذا الوطن، فقد سبق رحيل الفريق “الحردلو” رحيل البروفيسور والعالم الجليل مدير جامعة الخرطوم الأسبق ووالي الولاية الشمالية، إبان الحُكم المايوي “عبدالله أحمد عبدالله” والسفير “عطا” والأستاذ “أبوبكر وزيري” مدير إدارة الإعلام بالمفوضية لانتخابات 2010 و2015 والأستاذ “الفاضل عبد المجيد” والسفير “محمد عبد الدائم” مسؤول المراقبة الخارجية والأستاذ “محمد عبده” لقد فقد الوطن ومفوضية الانتخابات خيرة العاملين فيها، نسأل الله أن يتغمدهم المولى عز وجل برحمته الواسعة وأن يلهم آلهم وذويهم الصبر وحُسن العزاء.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية