*بعد أن أدخلت إيران كل النوايا الأمريكية العدوانية في نفق ضيق، وبعد أن ضاعت أمام الدولة العظمى كل الحيل وانسد الأفق وبعد أن تطايرت تهديدات “ترمب” في الهواء وارتبكت حساباته، بدأت الإدارة الأمريكية وكأنها تريد أن تستعيض عن هذه (الهزيمة) بتحركات أخرى وجهتها هذه المرة نحو السودان، الذي سيمثل لها منطقة سهلة لاستعراض العضلات والظهور بمظهر (الدولة الأم) الحريصة على أمن واستقرار وسلام وديمقراطية كل العالم بما فيه السودان، لكن من يصدق أمريكا التي تكشّر الآن أنيابها السامة في وجه إيران وتلطخ سمعتها بالصمت المزري تجاه سيلان دماء الأبرياء في دول كثيرة تمارس في بعضها دور (المحرض الخفي؟!)، من منّا في السودان يأمن أمريكا على (حلول معلبة) تعدها لنا الآن مع الاتحاد الأوروبي والترويكا ومجلس الأمن والاتحاد الإفريقي المسكين وأطراف أخرى عربية، تحت لافتة ترتيب أوضاع السودان بعد التغيير الأخير؟! كيف لأمريكا أن تشيد لنا (مرسى آمن) وهي التي تفرض علينا حصاراً ظالماً لأكثر من ربع قرن؟! ومن الذي شكا لها حالنا حتى تنادي هذه المجموعات لملتقى في برلين تحدد ميقاته اليوم؟!.
*أمريكا ومن معها يبحثون قضايانا بعيداً عن سمعنا وبصرنا كأننا نحن (أنعام) تساق في مرعى سياساتها الاستعمارية فنعتلف قسراً من حلولها المعلّبة، ثم تطلب منا أن نصفّق لها…كان الأحرى بأمريكا أن تستثمر وقت ذلك (الملتقى البرليني) في البحث عن حل يخرجها من هذا (الحرج الدولي) الذي لحق بها جراء خطل معالجاتها للملف النووي الإيراني،أو ليت رفقاء الملتقى ينصحونها بالابتعاد عن هذه (الأدوار الأخطبوطية) التي جعلت منها (مهزلة) في نظر دول العالم…أما ما يجري في السودان فهو (شأن داخلي) لن يعجز قادته عن إيجاد المخرج السليم من خلافاته التي هي أصلا لا تستعصي على الحل مهما بدأت معقدة…..*
*قلنا ونقول إن أمريكا كلما حشرت أنفها في شأن من شئون الدول الأخرى، كان الحصاد هو (الموت والدماء والخراب)، ما يعني أن هذه الدولة الكبرى تظل دوماً (غير مؤهلة) لإنجاز حلول مفيدة، وها هي كل مناطق النزاعات حول العالم التي فتحت الباب أمام التدخلات الأمريكية، تعطي الإجابة على ذلك الفشل وتلك النهايات المؤلمة!!*
*المجلس العسكري الذي يضطلع بأمر السيادة الآن في السودان، عليه أن يفتح عينيه وأذنيه (وسيعتين) تجاه تحركات أمريكا وبريطانيا ومن معهما للتدخل في السودان، وألا يجعل هذه الأجندة المدمرة (الماكرة) تنطلي عليه…وليت المجلس تسارع نحو بناء حلف مع روسيا والصين حتى يتمكن من لجم شياطين الاستعمار الحديث!!.