ولنا رأي

هل تعود قوى الحُرية والتغيير إلى التفاوض؟!

صلاح حبيب

قطع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق “محمد حمدان دقلو” الطريق على الحُرية والتغيير بغية تكوين حكومة تكنوقراط تمثل ألوان الطيف من أصحاب الكفاءات، إن الحديث الذي نادى به الفريق “دقلو” في لقائه برجالات الإدارة الأهلية يعني أن المجلس الانتقالي بدأ خطوات سريعة في تكوين الحكومة من أجل الاستقرار، ولكن هل توافق قوى الحُرية والتغيير بالذي يجري من قبل المجلس العسكري الانتقالي والمحاولة بالانفراد بالسُلطة بالتأكيد لا.. فقد نادت إلى تحريك الساحة من جديد عبر الندوات والمظاهرات حتى تجبر المجلس العسكري التراجع من تلك الخطوات الانفرادية، إن الشارع السياسي تململ من تباطؤ الحُرية والتغيير بعدم قبوله، ما تم الاتفاق عليه من مكاسب سياسية كانت تتيح له الفرصة بالحُكم بنسبة عالية جداً، إن الملعب السياسي الآن لا تملكه الحُرية والتغيير ولا المجلس الانتقالي فدخل لاعبون جُدد من الأحزاب السياسية التي سبق أن شاركت في حُكم الإنقاذ فتداعت تلك الأحزاب التي تمثل (التحرير والعدالة) الذي يرأسه الدكتور “التجاني السيسي” والأمة الفيدرالي والأمة المتحد، وحزب البجا الذي يرأسه الأستاذ “موسى محمد أحمد” تداعت تلك الأحزاب وكونت تحالفاً باسم (تحالف نهضة السودان) الذي يرأسه الدكتور “التجاني السيسي” ونائبه الأستاذ “موسى محمد أحمد” والناطق الرسمي “إبراهيم آدم إبراهيم”، وهذا المكون الجديد قد يؤثر على قوى الحُرية والتغيير في ظل الإقصاء السياسي الذي بدأت تمارسه قوى الحُرية والتغيير فتلك الأحزاب لها من الخبرة والتجربة في عملية الحُكم بل استطاعت أن تصل إلى المجلس الانتقالي وقدمت له رؤيتها في حل المشكلة السياسية، وكيف يحكم السودان خلال الفترة الانتقالية ووضعت تلك الأحزاب موجهات الحُكم ووضعت رؤيتها في الحكومة المرتقبة التي ترى أن تكون من التكنوقراط على أن يتم اختيار رئيس الوزراء من الكفاءات غير الحزبية، إن التحالف الجديد سوف يجد القبول من قبل المجلس الانتقالي خاصة وأنها تضم العديد من الكفاءات السياسية التي خبرت الملعب السياسي من قبل في ظل تخبط قوى الحُرية والتغيير، إن المرحلة القادمة سوف تشهد الكثير من الاستقطاب الحاد من كل الجهات سواء من الداخل أو الخارج فعلى الحُرية والتغيير أن أرادت أن تدخل الملعب من جديد عليها أن تتنازل من الشروط القاسية التي وضعتها من قبل خاصة الحكومة المدنية، إن الملعب السياسي الآن تغير عن الفترة السابقة بعد أن أعاد المجلس الانتقالي أنفاسه من جديد من خلال الحراك الكبير الذي يقوم به الآن نائب رئيس المجلس الانتقالي الفريق “حميدتي”، فالفريق “حميدتي” الآن بدأ يتحرك كرجل دولة، وبدأ في تحريك المكونات الشعبية التي تنظر إليه كقائد وملهم، المرحلة الجديدة سيدخلها تحالف نهضة السودان التي يرأسها الدكتور “التجاني السيسي” بالإضافة إلى القوى الأخرى المكونة له وهي تمثل قطاعات مختلفة من القوى السياسية من الشرق والغرب والوسط فكل هذه القوى بالتأكيد سيكون لها تأثير فاعل في الحراك السياسي، إن قوى الحُرية التي كانت تراهن على الشارع قبل فض الاعتصام الآن لابد لها من عمل جبار حتى تعيده من جديد، فالمظاهرات والتفاعل الكبير الذي وجدته من أولئك الشباب ربما لا تجده الفترة القادمة بعد أن بدأت الأحزاب السياسية السابقة في العودة إلى الميدان من جديد، إن قوى الحُرية والتغيير وبما لديها من قوة تحمل وصبر لن تيأس من الاستمرار في سلميتها حنى ولو خسرت المعركة تماماً.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية