الركشات والرقم (999)!
الفقر أحياناً يجعل الإنسان يرتكب أي جريمة صغرت أو كبرت رغم أن الفقر ليس بيد المرء، وسيدنا “علي بن أبي طالب” رضي الله عنه قال: (لو كان الفقر رجلاً لقتلته). في كثير من دول الجوار الأفريقي التي تعاني حالة من الفقر تجد الجريمة فيها تكثر لأتفه الأسباب، وحدثني أحد الأشخاص أن دولة أفريقية مجاورة يقتل فيها المرء بسبب أخذ قميصه بمعنى أن الرجل إذا كان مرتدياً قميصاً جميلاً فيكون هذا القميص سبباً في وفاته، أي أن القاتل يكون قد أعجبه القميص وأطلق رصاصة من مسدسه فقتل الرجل وأخذ القميص.
نحن في السودان ونظراً لتغلغل الدين في النفوس والعلاقات الاجتماعية بين الناس ربما تكون سبباً في قلة الحوادث التي نسمع بها عند دول الجوار، ولكن يبدو أن هناك ظواهر قد دخلت علينا بسبب الظروف الاقتصادية الضاغطة التي دفعت بعدد كبير من الشباب إلى المركز أبرزت مثل تلك الظواهر.
ونلاحظ تلك الظواهر في التجمعات والأسواق ولاحظت في فترة سابقة بمنطقة السوق العربي وبالأخص ميدان “جاكسون” لاحظت فتاة كانت تسير بالطريق وتتحدث مع طرف آخر من هاتفها النقال وفجأة خطف شاب التلفون من يدها وجرى مسرعاً ولم تجد صرخاتها أو تأوهاتها من يلقي القبض على ذلك الشاب الذي دفعته الظروف الاقتصادية لامتهان السرقة جهاراً أمام مرأى ومسمع السلطات.. والمثل يقول إن لم تستحِ افعل ما تشاء، وهنا اللصوص أو الحرامية ليس لهم وازع ديني أو رقيب أب أو أم أو أسرة، ولذلك لا شيء يخافون عليه إذا ضبط يلقي به في السجن يقضي عقوبة السجن وإن تاب الله عليه وهو في السجن تاب وإلا خرج أكثر حقداً على المجتمع وربما يستخدم أساليب حديثة في لسرقة، أمس الأول اشتريت بعض المواد التموينية للمنزل نظراً لانتقالي لمنزل جديد واستأجرت رقشة وأثناء السير طلبت منه التوقف أمام مخبز لشراء بعض الخبز لأن الوقت ليل ولن أستطيع الخروج بعد ذلك الوقت مرة أخرى لم يرفض الشاب، ولكن بعد أن نزلت واتجهت إلى المخبز فجأة شاهدته يقود الركشة وهو مسرعاً ظننت أنه سيوقفها بعد أن يخرجها من الشارع ولكنه أسرع بها وأنا ألاحظه ولم أستطع أن أتفوه بكلمة واحدة أو أصيح حرامي أو أقبضوا على اللص أو أخذ ركشة أخرى لمطاردته تفاجأت أن يحدث مثل هذا التصرف من شاب بإمكانه الحصول على قدر أكبر من المال أكثر من المواد التموينية التي أخذها وهرب بها.
اتصلت بالرقم (999) رد علي شاب وأبلغته بما حدث وبعد دقائق جاءتني عربة النجدة وبها شباب يسهرون لحراسة المجتمع من أولئك اللصوص الجدد سألني بعض الأسئلة متعلقة برقم الركشة أو شكل سائقها ومن أين أتيت، ذكرت له أنني قادم من محل تجاري بمنطقة “شقلبان” شارع الثورة بالنص ووقفت على مخبز المدينة على نفس الشارع بالحارة العاشرة الثورة مكان الحادث، لم تكن لدي بيانات كافية فشكرتهم وقلت لهم “الجاتك في مالك سامحتك”.
حقيقة رغم الألم الذي أصابني من ذلك الشاب بقدر ما أعجبت بأفراد رجال الشرطة خاصة الرقم (999) الذي جاء بسرعة البرق بعد أن تأكد من المكان قال لي أحد أفراد الشرطة ويدعي “عمر إسماعيل” يا خال لو كان معاك رقم الركشة لأتينا إليك به في ثواني هو أو صاحبها.. عموماً نشكر جميع العاملين في أجهزتنا الأمنية مع مزيد من الضبط وكشف أولئك الذين يحاولون إفساد المجتمع بحوادثهم الدخيلة وعدم أمانتهم وأخذهم لحقوق الغير.